Sabtu, 21 Januari 2012

حق الأولاد

حق الأولاد


  حدثنا أبو الربيع الزهرانى وقتيبة بن سعيد كلاهما عن حماد بن زيد قال أبو الربيع حدثنا حماد حثنا أيوب عن أبى قلابة عن أبى أسماء عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ”أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه فى عياله ودينار ينفقه الرجل على دابته فى سبيل الله ودينار ينفقه على أصحابه فى سبيل الله“1

التخريج :

وفى الباب حديث آخر لمسلم عن أبى هريرة رضي الله عنه "ودينار تصدقت به على مسكين ودينار أنفقته على أهلك أعظمهما أجرا الذى أنفقته على أهلك" وفى رواية له "كفى بالمرء إثما أن يحبس عمن يملك قوته"2. وأخرج أحمد بن حنبل عن أبى هريرة رضي الله عنه قال "دينار أنفقته فى سبيل الله عز وجل ودينار فى المسكين ودينار فى رقبة ودينار فى أهلك أعظمها أجرا الدينار الذى تنفقه على أهلك"3. وأخرج أيضا البيهقى بسنده عن ثوبان، وزاد ابو قلابة فى روايته "فأي رجل أعظم أجرا من رجل ينفق على عيال صغار يقوتهم الله وينفعهم به"4، ولم يخرجه البخاري ولآ أخرج عن ثوبان شيئا.

راوى الحديث :

ثوبان بن بجدد، يقال ابن جحدر أبو عبد الله مولى النبي صلى الله عليه وسلم. قيل: أصله من اليمن، أصابه سبأ فاشتراه الرسول صلى الله عليه وسلم فأعتقه، فلم يزل معه حتى قبض ثم نزل حمص فمات سنة أربع وخمسين.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأسماء الرحبى، ومعدان ابن أبى طلحة اليعمرى، وأبو حي المؤذن، وأرشد بن سعد وغيرهم5.

التحليل اللفظى :

أفضل دينار          :  وفى رواية الدنانير، أكثرها ثوابا إذا أنفقت.
على عياله            : آى من يعوله وتلزمه مؤنته من نحو ولد وزوجة وخادم.
على دابته فى-
سبيل الله              :  آى التى أعدها للغزو عليها.
على أصحابه         :  يعنى على رفقته الغزاة، وقيل المراد بسبيله كل طاعة.

فقه الحديث :

وفى الحدييث قدم كلمة العيال والأهل، لأن نفقتهم أهم ما يجب عليه تقديمه، ثم دابة الجهاد لمزيد فضل النفقة عليها. ومقصود الحديث الحث على النفقة على العيال، وأنها أعظم أجرا من جميع النفقات. وعن المقدام بن معديكرب6: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ”ما أطعمت نفسك فهو لك صدقة وما اطعمت ولدك فهو لك صدقة، وما اطعمت زوجك فهو لك صدقة، وما اطعمت خادمك فهو لك صدقة“7.
ولننظر هذه الآية الكريمة ”لا أقسم بهذا البلد. وأنت حل بهذا البلد. ووالد وما ولد“8. وكما أن الشق الأول من هذا القسم إلى أهمية البلد الحرم وحرمته، فإن الشق الثانى يشير إلى أهمية ظاهرة – الوالد وما ولد – فى عالم الإحياء، كظاهرة من خلق الله العجيبة التى تستحق أن يقسم الله بها التوجيه أنظار المخاطبين إلى دليل من أدلة وجود الله.
ولعل من أهم الواجبات المترتبة على الوالد تجاه ما ولدمن حين ولادته إلى أن يصبح قادرا على القيام بلأمور معيشته هو التكفل حياة ولده المادية والمعنوية. وأما الإضطلاع بأمور الولد المادية فيتطلب إصلاح بدنه وإيواءه وتامين طعامه وشرابه ولباسه وضروريات حياته، ويحافظ على صحته، هذا ما يسمى "النفقة" عند الفقهاء. وهي من النفقات الواجبة على الأب بجاه أولاده الذكور حتى البلوغ والإناث حتى يتزوجن. وقد أشار ذلك الحق سبحانه وتعالى : ”وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف“9. ”فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن“01.
ومن رحمة الإسلام بالوالد أن جعل نفقته الواجبة على اهله من زوجه وولده من باب الصدقات وجعل تركها من الآثام. فقد اشتكت هند شح زوجها – أبى سفيان – فى النفقة على ولده، فقال المصطفى عليه الصلاة والسلام : ”خذي من مال أبى سفيان ما يكفيك وولدك بالمعروف“ وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ”تصدقوا“، فقال رجل : يا رسول الله عندى دينار، قال : ”تصدق به على نفسك“، قال : عندى آخر، قال : ”تصدق به على ولدك“، قال : عندى آخر، قال : ”تصدق به على خادمك“، قال : عندى آخر، قال : ”أنت أبصر به“ رواه أبو داود والنسائى، وصححه ابن حبان والحاكم11.
ولا تقتصر العناية المادية بالولد على مجرد الإنفاق عليه لتأمين حاجاته الحياتية بل يتناول بناء جسده بناء صحيا قويما بأنواع مختلفة من التربية كالسباحة والرماية وركوب الخيل. وفى كتب السيرة والأثر وقائع تدلنا على اهتمام المصطفى صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين بأمور التربية الجسدية.
وكما اهتم الإسلام بتربية الولد الجسمية إهتم أيضا بتربيته المعنوية، إذ أنه أعطى كافة جوانب نفسه عنايته التامة. فاهتم بالتربية العاطفية الوجدانية والتربية العقلية العلمية، والتربية الدينية والأخلاقية. ولعل الإهتمام بتنمية وجدان الطفل وتغذية عاطفته لا يقل على الإهتمام بتنمية جسده وتقويته بل قد يفوقه أحيانا.
ثم إن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان قدوة تربوية فى أفعاله وأقواله ودعا إلى محبة الأطفال والإهتمام والرفق بهم ورحمتهم والعطف والتعاطف معهم كما كان يتحرى تقبيلهم والسلام عليهم ومسح رءوسهم وخدودهم وإلى غير ذلك من أساليب التودد والرحمة. والشواهد على ضلك كثيرة متنوعة، منها : عن انس بن مالك قال : ما رأيت أحدا كان أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسمع الصبي مع امه وهو فى الصلاة – فيقرأ السورة الخفيفة أو القصيرة. وعن أبى هريرة رضي الله عنه "ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا. وكان من رحمته وشفقته كان يردف الأطفال خلفه أو بين يديه من بنى عبد المطلب وغيرهم مثل الفضل، وعبد الله بن عباس، وأسامة وغيرهم من أطفال المسلمين. وكان إذا لقي غلمانا جعل يمسح خدودهم واحدا واحدا دون تفرقة وأنه حينما كان يزور الأنصار كان يسلم على صبيانهم. وانه كان يؤتى بأول التمر فيقول : ”اللهم بارك لنا فى مدينتنا وفى ثمارنا وفى مدنا وفى صاعنا بركة مع بركة“ ثم يعطيه أصغر من يحضره من الولدان21.
فحق الأولاد إذا فى المحبة والعطف والرحمة والرفق حق ثابت لا تهاون فيه. وكم يخطئ كثير من الآباء فى فهم الأساليب التربوية الصحيحة فى التعامل مع أولادهم حينما يتصورون أنهم يحسنون صنعا لو استعملوا أسلوب القسوة والقهر والشدة فى غير موضعها فيقطعون بذلك بأيديهم أواصر التعاطف والمحبة والثقة بينهم وبين أولادهم فتصبح خوفا من بطشه مع انعدام مشاعر الإحترام للأباء النابعة من المحبة والعطف والتوادد والتراحم. والله أعلم.

الإستنباط :  

وفى الحديث الشريف أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم بالصدقة والإنفاق على العيال من زوجة وولد وخادم. وهي من أفضل الصدقات وهي أيضا من الواجبات. ومن اهم الواجبات المترتبة على الآباء تجاه أولادهم التكفل لاستمرار حياتهم المادية والمعنوية. والله اعلم.


1 . الإمام مسلم، الجزء الأول، ص: 441-442.
2 .   الإمام مسلم، الجزء الأول، ص: 442.
3 .  الإمام احمد بن حنبل، الجزء الثانى، ص: 473.
4 .   الإمام احمد بن الحسين البيهقى، السنن الكبرى (بيروت: دار الفكر، بدون السنة) الجزء الرابع، ص: 178.
5 .   أنظر الإمام ابن الجوزى، المجلد الول، ص: 279. والإمام ابن حجر العسقلانى (التهذيب) الجزء الأول، ص: 573.
6 .  المقدام بن معديكرب هو ابن عمرو الكندى، صحابي مشهور، نزل الشام ومات سنة سبع وثمانين على الصحيح، وله إحدى وتسعون سنة (أنظر الإمام ابن حجر العسقلانى [التقريب] القسم الثانى، ص: 601).
7 .  الإمام احمد بن حنبل، الجزء الرابع، ص: 131- 132.
8 .  أنظر سورة البلد: 1- 3.
9 .  أنظر سورة البقرة:233.
01 . أنظر سورة الطلاق: 6
11   ابن عبد الله علوس، الجزء الثانى: 262.
21 . أنظر كتاب الترمذى فى الأدب، والشمائل المحمدية، وفى المناقب المحدثين المشهورين. والأخبار والأثار عن ذلك كثيرة لا تحصى عددها.

Tidak ada komentar:

Posting Komentar