التمهيد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي هدى من هدي لقدوة المصطفى على سبيل الهدى, وسلك مسلك خلفآء الراشدين المهديين رشدى, والصلاة والسلام على سيد الشرفآء والعظمآء وعلى آله وأصحابه الطاهرين المطهرين صفاء, ومن تبعهم حتى زلزلت الأرض وسقطت السمآء. أما بعد...............
أولاً : شكرا كثيراً واحتراما على المحاضر المشرف على تربية الكاتب لإتمام كتابة هذه المقالة بالرغم فيه ألف ثم ألف نقصان وخلال, ثم شكرا كثيراً واحتراما على إخواننا الفضلآء الذين يشجعون ويعينون الكاتب لإتمام هذه المقالة, لولا مساعدتكم فما تمت هذه المقالة.
وآخراً : أقول لكم’’ جزاكم الله أحسن الجزآء تقبل الله من ولكم’’ في هذا المجال نرجو منكم الجميع الإقتراحات والنقدات ليكون هذا المقالة مقالةً تامة كاملة متكمّلة, وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يموم الدين. ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( الكاتب )
الفـــهــــــــــــــرس
التمهيد................................................................ أ
الفهرس............................................................... ب
المقدمة................................................................ 1
الشكر مع العمل.......................................................... 2
القرآن والحديث....................................................... 2
تحليل الفظي......................................................... 2
تخريج الحديث........................................................ 3
راوي الحديث........................................................ 3
شرح الحديث........................................................ 4
معنى الشكر...................................................... 7
أقسامه......................................................... 7
مراتب الشاكرين.................................................... 9
حقيقة الشكر.................................................... 10
فضيلة الشكر.................................................... 11
كيف نكون من الشاكرين.............................................. 12
الخاتمة............................................................... 12
المراجع
مقدمة
كان في بني إسرائيل ثلاثة رجال : أبرص وأقرع وأعمى. وكان كل منهم يدعو الله أن يزيل ما به من مرض وأن يرزقه المال، فاستجاب الله لهم، وبعث إلى الأبرص مَلَكًا وضع يده على جلده، فأصبح حسن اللون، وأعطاه ناقة عُشَرَاءَ ولدت وأصبح لها نسل كثير حتى صار غنيا. وذهب الملَك إلى الأقرع فمسح رأسه فشفاه الله، وأعطاه بقرة حاملا فولدت، وصار له قطيع من البقر. ثم ذهب الملك إلى الأعمى فوضع يده على عينه، فشفاه الله، وأعطاه الملك شاة وولدها فولدت له حتى صار له قطيع من الغنم، وبعد فترة، جاء إليهم الملك ليختبرهم، هل يشكرون الله سبحانه، ويتصدقون على الفقراء أم لا؟ فذهب إلى الأبرص ثم ذهب إلى الأقرع، فلم يعطياه شيئًا، وقالا له: إنا ورثنا المال عن آبائنا، فعادا كما كانا، وأصبحا فقيرين. ثم ذهب الملك إلى الأعمى وطلب منه صدقة فرحب به، وقال له: قد كنتُ أعمى فرد الله على بصري، فخذ ما شئتَ ودع ما شئتَ. فقال له الملك: قد رضي الله عنك. [القصة من حديث متفق عليه]. وهكذا يكون الأعمى قد نجح في الامتحان؛ فشكر ربه وتصدَّق مما رزقه الله؛ فزاد الله عليه النعمة وباركها له، بينما بخل الأقرع والأبرص ولم يشكرا ربهما؛ فسلب الله منهما النعمة.
يحكى أن رجلا ابتلاه الله بالعمى وقطع اليدين والرجلين، فدخل عليه أحد الناس فوجده يشكر الله على نعمه، ويقول: الحمد الله الذي عافاني مما ابتلى به غيري، وفضَّلني على كثير ممن خلق تفضيلا، فتعجب الرجل من قول هذا الأعمى مقطوع اليدين والرجلين، وسأله: على أي شيء تحمد الله وتشكره؟ فقال له : يا هذا، أَشْكُرُ الله أن وهبني لسانًا ذاكرًا، وقلبًا خاشعًا وبدنًا على البلاء صابرًا.
الشكر مع العمل
القرآن والحديث
فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ. (البقرة : 152)
وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ. (ابرهيم : 7)
وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ. (النمل : 19)
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ وَهَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الأيْلِيُّ قَالا حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ عَنْ ابْنِ قُسَيْطٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى قَامَ حَتَّى تَفَطَّرَ رِجْلاهُ قَالَتْ عَائِشَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَصْنَعُ هَذَا وَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ فَقَالَ يَا عَائِشَةُ أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا.[1]
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : لاَ يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لاَ يَشْكُرُ النَّاسَ.[2]
تحليل اللفظي
صلى : صلاة الليل- التهجد
حتى تفطر رجلاه: تشقق , قالوا : ومنه فطر الصائم وأفطره , لأنه خرق صومه وشقه
قد غفر الله لك : المعنى , أن الإكثار في العبادة لتحصيل المغفرة.
تخريج الحديث
فقد روى هذا الحديث الصحيح أصحاب السنن ومسلم والبخاري وأحمد فى مواضع متعددة من حديث عن عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما, وروى مسلم فى باب بيان ماجاء في صلاة النبي وغفران الذنوب النبي في كتاب السيرة , وفي بيان الشكر في كتاب الأخلاق والأداب. وروي البخاري عن عائشة رضي الله عنها في كتاب تفسير القرآن وقال البخاري في صحيحه : قالت عائشة : حتى تفطر قدماه , والفطور الشقوق وزاد لفظه في طرفه "فلما كثر لحمه صلى جالسا فإذا أراد أن يركع قام قرأ ثم ركع"[3], وروي الإمام أحمد رحمه الله تعالى عن عائشة رضي الله عنها في بيان صلاة النبى صلى الله عليه وسلم في كتاب الأخلاق والأداب. واما الحديث الثاني, أخرجه أبو داود في سننه ,باب في شكر المعروف, ج 4, ص 403, والترمذي في سننه , باب الشكر لمن أحسن إليك , ( من لا يشكر الناس لا يشكر الله) ج 4 ص 339, والبيهقي في سننه الكبرى , باب شكر المعروف, ج 6 ص 182, و أحمد في مسنده ,ج 13 ص 392.
راوى الحديث
عائشة رضي الله عنها هي بنت أبي بكر الصديق وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر. ولدت في السنة الثامنة أو التاسعة قبل الهجرة (613-614م) تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة في شهر شوال قبل الهجرة ودخل بها فى المدينة فى منزل أبي بكر بالسنح بعد الهجرة بالثمانية أشهر فى شهر شوال وكان صداقها أربعمائة درهم وكانت أحب نسائه إليه وكنيته أم عبد الله كنيت بابن أختها أسماء وهي أم عبد الله بن الزبير وكان يدعوها أما لانه تربي فى هجرها وروت عن النبي صلي الله عليه وسلم أكثر من ألف حديث وكانت من أكبر النساء عقلا. فصيحة الكلام صحيحة المنطق تحفظ كثيرا من القصائد كريمة لا تدخر شيئا. أحفظ أهل زمانها للحديث وقد روت عنها الرواة من الرجال والنساء.
شرح الحديث
إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى حتى تفطَّرَ رِجْلاهُ , فقيل له : أتكلف هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : "أفلا أكون عبدا شكورا" أي بنعمة الله علي بغفران ذنوبي وسائر ما أنعم الله علي . قال ابن حجر المكي في شرح الشمائل : أي أترك تلك الكلفة نظرا إلى المغفرة فلا أكون عبدا شكورا , لا بل ألزمها وإن غفر لي لأكون عبدا شكورا , وقال الطيبي : أي أأترك قيامي وتهجدي لما غفر لي فلا أكون عبدا شكورا , يعني أن غفران الله إياي سبب لأن أقوم وأتهجد شكرا له فكيف أتركه.
إنما وجبت شكرا للنعم منها : نعمة الخلقة : حيث فضل الجوهر الإنسي بالتصوير على أحسن صورة، وأحسن تقويم كما قال تعالى : " وصوركم فأحسن صوركم " وقال :" لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم " حتى لا ترى أحدا يتمنى أن يكون على غير هذا التقويم ،والصورة التي أنشئ عليها ومنها : نعمة سلامة الجوارح عن الآفات إذ بها يقدر إقامة مصالحه، أعطاه الله ذلك كله إنعاما محضا من غير أن يسيق منه ما يوجب استحقاق شيئ من ذلك ،فأمر باستعمال هذه النعمة في خدمة المنعم شكرا لما أنعم، إذ شكر النعمة : استعمالها في خدمة المنعم ثم الصلاة تجمع إستعمال جميع الجوارح الظاهرة من القيام ،والركوع ،والسجود ،والقعود ،ووضع اليد مواضعها وحفظ العين ،وكذا الجوارح الباطنة من شغل القلب بالنية ،وإشعاره بالخوف, والرجاء ,وإحضار الذهن ،والعقل بالتعظيم ,والتبجيل :ليكون عمل كل عضو شكرا لما أنعم عليه في ذلك ومنها : نعمة المفاصل اللينة ،والجوارح المنقادة التى بها يقدر على استعمالها في الأحوال المختلفة : من القيام ،والقعود ،والركوع ،والسجود والصلاة تشتمل على الاحوال فأمرنا باستعمال هذه النعم الخاصة في هذه الأحوال في خدمة المنعم : شكرا لهذه النعمة ، وشكر النعمة فرض عقلا وشرعا منها : أن الصلاة – وكل عبادة – خدمة الرب جل جلاله ،وخدمة المولى على العبد لا تكون إلا فرضا ،إذ التبرع من العبد على مولاه محال ، والعزيمة هي شغل جميع الأوقات بالعبادات بقدر الإمكان ، وانتفاء الحرج إلا أن الله تعالى بفضله وكرمه جعل لعبده أن يترك الخدمة في بعض الأوقات رخصة حتى لو شرع لم يكن له الترك : لأنه إذا شرع فقد اختار العزيمة ، وترك الرخصة : فيعود حكم العزيمة.
وفي رواية الشيخين : "لم تصنع هذ وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر " قال ابن حجر المكي . قد ظن من سأل عن سبب تحمله المشقة في العبادة أن سبيها إما خوف الذنب أو رجاء المغفرة , فأفادهم أن لها سببا آخر أتم وأكمل وهو الشكر على التأهل لها مع المغفرة وإجزال النعمة. وقوله " قد غفر الله لك إلخ " المعنى أن الإكثار في العبادة لتحصيل المغفرة فحين حصولها لا حاجة إلى الإكثار أشار في الجواب إلى أن الإكثار فيها قد يكون لأداء شكر النعمة وعبادته من هذا القبيل وهذا النوع مما يقتضي حصول المغفرة والمبالغة فيه لا النقصان .
وننتقل الى شرح الحديث الثاني, (لا يشكر الله من لا يشكر الناس) أي : أن الإنسان يشكر المعروف الذي يسدي إليه، ومعلوم أن كل خير فهو من الله سبحانه وتعالى: وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ [النحل:53] وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا [النحل:18]، فكل خير حصل للإنسان فالله تعالى هو المتفضل به، ومن الخير الذي يتفضل الله به على من يشاء من عباده أن يسوق إليه إنساناً يسخره له ويلين قلبه له بحيث يحسن إليه، وهذا الإحسان هو في الحقيقة من الله عز وجل؛ لأن الله تعالى هو الذي وفق من أراد أن يحسن إليه للإحسان إليه، فهو سبحانه وتعالى متفضل بكل شيء، ولكن كما أن العبد فاعل باختياره، وأنه يحمد على ما يحصل منه من الخير، وكذلك يذم على ما يحصل منه من الشر، فإنه إذا حصل منه الإحسان فإنه يحمد على إحسانه وعلى معروفه، ويشكر على ذلك، والشكر لله عز وجل أولاً وآخراً؛ لأنه هو المتفضل بكل شيء، فهو يتفضل بالخير بسبب أحد من الناس، أو بدون أن يكون هناك سبب من أحد من الناس، فالكل بفضل الله عز وجل، والكل بإحسانه وجوده وكرمه سبحانه وتعالى، فعلى الإنسان أن يشكر الله عز وجل على كل النعم الظاهرة والباطنة؛ لأنها كلها من الله تقديراً وتوفيقاً، ومن ساق الله تعالى الخير على يديه لإنسان فإنه يشكره ويثني عليه ويدعو له، سواء كان هذا المعروف يتعلق بأمر دنيوي أو بأمر ديني.[4] وقد أورد أبو داود رحمه الله حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (لا يشكر الله من لا يشكر الناس)، ومعنى ذلك: أن الإنسان إذا كان من عادته أنه لا يبالي بالإحسان الذي يقع له من بعض الناس ولا يشكره، فإن هذا يجره إلى ألا يشكر الله عز وجل، وأن يستهين بالنعم التي حصلت له، فلا يشكر الخالق ولا يشكر المخلوق، بل يغفل عن ذلك ويسهو عنه، ولكنه إذا شكر من جعله الله سبباً، وكان من عادته أن يعرف المعروف لأهله، وأن يشكر صاحب المعروف على معروفه، فإنه يكون شاكراً لله عز وجل؛ ولهذا قال: (لا يشكر الله من لا يشكر الناس) أي : أن الذي لا يشكر الناس على إحسانهم، بل يقصر في ذلك؛ فإنه أيضاً يقصر في حق الله سبحانه وتعالى، فعلى الإنسان أن يشكر النعم التي حصلت له بسبب المخلوق الذي جعله الله سبباً في وصولها إليه، ويشكر النعم التي تحصل من الله عز وجل بغير سبب، فيحمد الله ويشكره على كل حال. قال الخطابي هذا (الحديث) يتأول على وجهين, [5] أحدهما أن من كان من طبعه وعادته كفران نعمة الناس وترك الشكر لمعروفهم كان من عادته كفران نعمة الله تعالى وترك الشكر له. والوجه الآخر أن الله سبحانه لا يقبل شكر العبد على إحسانه إليه إذا كان العبد لا يشكر إحسان الناس ويكفر معروفهم لاتصال أحد الأمرين بالآخر.
معنى الشكر
أورد العلماء للشكر تعاريف كثيرة، وأهمها ما ورد عن بعضهم قوله : الشكر هو عكوف القلب على محبة المنعِم، والجوارح على طاعته وجريانُ اللسان بذكره والثناء عليه). [6] وقال ابن القيــم رحمــه الله[7] : الشكر ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده: ثناءً واعترافًا، وعلى قلبه شهودًا ومحبة، وعلى جوارحه انقيادًا وطاعة . [8] وقال ابن عجيبة[9] رحمه الله تعالى : (هو فرح القلب بحصول النعمة، مع صرف الجوارح في طاعة المنعم، والاعترافُ بنعمة المنعم على وجه الخضوع). وقال السيد رحمه الله تعالى في تعريفاته : (الشكر هو صرف العبد جميع ما أنعم الله عليه من السمع والبصر وغيرهما إلى ما خُلق لأجله). [10] وقال العلامة ابن علان الصديقي رحمه الله تعالى : (الشكر: الاعتراف بالنعمة، والقيام بالخدمة، فمن كثر ذلك منه سمي شكوراً،[11] ومن ثَمَّ قال سبحانه: {وقليلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ: 13], ولا يخفى أن نعم الله تعالى على عباده أعظم من أن تُحصى، وأكثر من أن تعد، قال الله تعالى: وإنْ تَعُدُّوا نِعمَةَ اللهِ لا تُحصوها (إبراهيم: 34).
أقسامه
من تعاريف الشكر السابقة وغيرها يمكن القول بأن للشكر أقساماً ثلاثة: شكر اللسان، وشكر الأركان، وشكر الجَنان.
1. أما شكر اللسان : فهو التحدث بنعم الله تعالى، امتثالاً لقوله تعالى: {وأمَّا بنعمَةِ ربِّكَ فحَدِّثْ} الضحى : 11, وتطبيقاً لقوله عليه الصلاة والسلام: "التحدث بنعمة الله شك"[12]. وقيل: مَنْ كتم النعمة فقد كفرها، ومَنْ أظهرها ونشرها فقد شكرها.
ولذلك كانت شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم الشخصية المثالية في الشكر والحمد، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: "عَرض عليَّ ربي، ليجعل لي بطحاء مكة ذهباً قلت: لا يا رب، ولكن أشبع يوماً، وأجوع يوماً، وقال: ثلاثاً أو نحو هذا، فإذا جعتُ تضرعتُ إليك، وذكرتك، وإذا شبعتُ شكرتُك وحمدْتُك". [13]
وكذلك رغَّب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحمد. كما روى ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثهم: "أن عبداً من عباد الله قال : يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، فعضَّلت بالملكين فلم يدريا كيف يكتبانها، فصعدا إلى السماء فقالا: يا ربنا! إن عبدك قد قال مقالة لا ندري كيف نكتبها ؟ قال الله ـ وهو أعلم بما قال عبده : ماذا قال عبدي ؟ قالا: إنه قد قال : يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك، ولعظيم سلطانك. فقال الله عز وجل لهما: اكتباها كما قال عبدي حتى يلقاني فأجزيه بها". [14]
2. وأما شكر الأركان : فهو العمل لله تعالى، قال تعالى مشيراً إلى أن الشكر هو العمل: {اعملوا آلَ داودَ شُكْراً} [سبأ: 13]. وقد أوضح ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عملياً، حين كان يقوم الليل، كما روت السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تنفطر قدماه، فقلت له: لِمَ تصنع هذا يا رسول الله وقد غُفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال: "أفلا أكون عبداً شكوراً". [15]
3. وأما شكر الجَنان : فهو أن تشهد أن كل نعمة بك أو بأحد من العباد هي من الله تعالى، قال تعالى: {وما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ} [النحل: 53]. فلا تحجبك رؤية النعم عن رؤية المنعم، وقد نبه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى هذه الحقيقة حيث قال : "من قال حين يصبح : اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحدٍ من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر، فقد أدى شكر يومه، ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته".[16] وفي الآثار أن موسى عليه السلام قال: (يا رب خلقتَ آدم بيدك، ونفخت فيه من روحك، وأسجدت له ملائكتك، وعلمته أسماء كل شيء، وفعلت، وفعلت، فكيف أطاقَ شكرك ؟ قال الله عز وجل: علم أن ذلك مني، فكانت معرفته بذلك شكراً). [17] وعلى هذا فإن المؤمن يرى أن من نعم الله عليه أَنْ وفَّقَه لشكره والثناء عليه، كماقال داود عليه السلام: يا رب كيف أشكرك وشكري نعمة عليّ من عندك تستوجب بها شكراً ؟ قال: الآن شكرتني يا داود.
مراتب الشاكرين
الناس في تحققهم بالشكر على مراتب متفاوتة :
1. فالعوام يشكرون الله على النعم فقط.
2. والخواص يشكرون الله على النعم والنقم، ويشهدون فضله وإِنعامه عليهم في جميع أحوالهم، وقد أثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على مَنْ تصيبه نقمة فيقابلها بالحمد باللسان، والرضا بالجنان دون أن يسمح للشيطان أن يقذف في قلبه اليأس والقنوط من رحمة الله تعالى. ففي الحديث عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا مات ولد العبد، قال الله تعالى لملائكته: قبضتم ولد عبدي ؟ فيقولون: نعم، فيقول : فماذا قال عبدي ؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله تعالى: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد ". [18] وقال صلى الله عليه وسلم: "أول ما يُدعى إلى الجنة الذين يحمدون الله عز وجل في السراء والضراء". [19]
3. وشكر خواص الخواص : غيبتهم في المنعم عن رؤية النعم والنقم وفي هذا المعنى قال الشبلي رحمه الله تعالى : (الشكر رؤية المنعم لا رؤية النعمة). [20]
حقيقة الشكر
قال الغزالي [21]رحمه الله تعالى : حقيقة الشكر أن تعرف أن لامنعم إلا الله تعالى, ثم تعرف فضائل نعمة الله تعالى عليك في اعضائك وجسدك وروحك وجميع ما تحتاج إليه في معيشتك, ثم إذا عرفت ذلك ظهر في قلبك فرح بالله تعالى وبنعمته وبفضله عليك, ثم تحوض في العمل بموجبه وذلك الشكر ينقسم إلى شكر بالقلب واللسان وسائر الجوارح. أما القلب فتضمر فيه الخير لجميع الخلق وتحضره أبدا في ذكر الله ولاتنس منعمك, وقوله تعالى : وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها, وايضا : وما بكم من نعمة فمن الله. أما اللسان فإظهار الشكر لله تعالى بالتحميدات الدالة عليه. أما الجوارح فاستعمل نعم الله تعالى في طاعته والتوقي من الإستعانة بها على معصية, فشكر العينين أن يستر كل عورة على كل مسلم, وشكر الأذنين أن تستر كل عيب تسمعه, والشكر باللسان الرضا من الله تعالى.
وأن الشكر لابد فيه من مراعاة أمور تمام ماهيته, اما أولا: فلابد من العلم بالنعمة والعلم بقصد المنعم بها لتكون نعمة والعلم بصفاته التي بها يتم الإنعام ويصدر من جوده, واما ثنيا: فلابد من التواضوع للمنعم على نعمته والخضوع له, وأما ثالثا: فالعمل بموجب النعمة وهذا العمل يتعلق بالإعتراف بالقلب وبالإقرار باللسان والعمل بالجوارح.
فضيلة الشكر
الشكر من أعلى المقامات، لأنه يشمل القلب واللسان والجوارح، ولأنه يتضمن الصبر والرضا والحمد وكثيراً من العبادات البدنية والقلبية، ولهذا أمر الله تعالى به، ونهى عن ضده، وهو الكفر والجحود، فقال : {واشكروا لي ولا تكفرونَ} البقرة : 152. والشكر من أعظم صفات الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام. قال الله تعالى في وصف خليله سيدنا إبراهيم عليه السلام: {إنَّ إبراهيمَ كانَ أمَّةً قانتاً للهِ حنيفاً ولَمْ يَكُ مِنَ المشركينَ . شاكراً لأنْعُمِهِ} النحل :120 - 121. وقال تعالى عن سيدنا نوح عليه السلام : ( إنَّهُ كانَ عبْداً شكورا) الإسراء : 3. أما حبيب الله ورسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقد كان يجهد نفسه في العبادة وإحياء الليالي، والقيام بين يدي ربه خاشعاً متبتلاً متحققاً بمقام الشكر، ولهذا لما سئل عن سبب قيامه وإجهاد نفسه، حتى تورمت قدماه قال: " أفلا أكون عبداً شكوراً ". ولِعُلوِّ مقام الشكر ورفعة منزلته كان مرتقاه صعباً، والتحقق به يحتاج إلى مجاهدات وسلوك، مع الصدق والصبر والاستقامة، ولهذا كان الشاكرون نادرين، لأن الكرام قليل، وقد وصفهم الله بالقلة حين قال: {وقليلٌ مِنْ عبَادِيَ الشكورُ} سبأ : 13. كما وصَفَ مُعظمَ الناس بعدم الشكر، بالرغم من نعم الله عليهم وسعة فضله وجوده، قال تعالى: {وإنَّ ربَّكَ لذو فضلٍ على الناسِ ولكنَّ أكثَرَهُم لا يشكُرُونَ} النمل : 73.
ومن ثمرات الشكر :
1. من صفات المؤمنين : ففي صحيح مسلم عَنْ صُهَيْبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ؛ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ.
2. سبب لرضى الله عن عبده : قال تعالى: {وإن تشكروا يرضه لكم} الزمر: 7, أمان من العذاب : قال تعالى: {ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم} النساء: 147, قال قتادة رحمه الله: "إن الله جل ثناؤه لا يعذِّب شاكرًا ولا مؤمنًا" [22]
3. سبب للزيادة : قال تعالى: {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم} إبراهيم: 7, قال بعض السلف رحمهم الله تعالى : " النعم وحشية فقيدوها بالشكر ". وقال الحسن البصري : " إن الله ليمتع بالنعمة ما شاء، فإذا لم يشكر عليها قلبها عذابا، ولهذا كانوا يسمون الشكر : الحافظ، لأنه يحفظ النعم الموجودة، والجالب، لأنه يجلب النعم المفقودة ".
4. الأجر الجزيل في الآخرة : قال تعالى: {وسنجزي الشاكرين} آل عمران : 145, وقال سبحانه: {وسيجزي الله الشاكرين} آل عمران: 144.
كيف نكون من الشاكرين
1. بشكر من أسدى معروفاً إليك من الناس
لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يشكر الله من لا يشكر الناس ) روه الترمذي. وفي سنن أبى داود عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنّ نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ. وعن جابر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «من أعطي عطاء فوجد فليجز به، فإن لم يجد فليثن، فإن من أثنى فقد شكر، ومن كتم فقد كفر» رواه أبو داود. وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من صنع إليه معروف فقال لفاعله : جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء » رواه الترمذي
2. بالتفكر في نعم الله عليك
قال تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأبْصَارَ وَالأفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} النحل : 78, قال يونس بن عبيد رحمه الله تعالى لرجل يشكو ضيق حاله: أيسرك ببصرك هذا مائة ألف درهم؟ قال الرجل : لا. قال: فبيديك مائة ألف؟ قال : لا. قال: فبرجليك مائة ألف؟ قال : لا. فذكره نعم الله عليه, ثم قال له : أرى عندك مئين الألوف وأنت تشكو الحاجة؟
3. بتقوى الله والعمل بطاعته
قال تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} آل عمران : 123 , قال ابن إسحاق : أي : فاتقوني؛ فإنه شكر نعمتي" [23]
4. بالقناعة والرضا بما قسم الله لك
قال صلى الله عليه وسلم : «كن قنعا تكن أشكر الناس» رواه ابن ماجة
5. بصلاة الضحى
فعن أبي ذر رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنْ الضُّحَى» رواه البخاري ومسلم
6. بسجود الشكر
فعن أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه أمر بشر به خر ساجدا؛ شاكرا لله. رواه أبو داود. وهذه السجدة لا تشترط لها طهارة، ولا استقبال قبلة. والنعم قسمان : مستمرة، ومتجددة، فالمتجددة يسجد الإنسان لله إذا أُكرم بها. بأن يقول إذا أصبح وأمسى: اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر. فعن عبد الله بن غنام البياضي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من قال حين يصبح: اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر. فقد أدى شكر يومه، ومن قال ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته. رواه أبو داود
الخاتمة
فنحن مقصورون في فهم وأداء هذه العبادة فكثير منا يظنون ان أكبر نعم الله علينا وأهمها هي نعمة المال ولو فكرنا لوجدنا أن نعم الله لا تحصى وأنها متاحة للفقير والغني فالسمع والبصر والعقل والاهل والابناء والصحة والهواء والماء والتوحيد وغير ذلك كثير هي بعض من نعم الله , ومن الجهل الشديد ألا يعرف الانسان هذه النعم ويشكر الله عليها فنحن وللاسف لا نشكر الله على نعمة الصحة إلا بعد أن تصيبنا الامراض ونحن لا نرضى بأن نفقد عينا أو يداً حتى لو دفع لنا المال الكثير ومع هذا لا نشعر بقيمة هذه النعمة كما اننا نادرا ما نشكر الله على نعمة العقل وهي نعمة كبيرة نميز بها الخير من الشر ولا نشعر بنعمة الماء إلا بعد أن تجف الارض وتحل بنا المجاعات ومن الغفلة الا نشعر بهذه النعم الا بعد أن نفقدها مع أننا نعلم أن النعم بالشكر تدوم وبالكفر تزول قال تعالى ? لئن شكرتكم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد. أن الخلق لم يقصروا عن شكر النعمة الا للجهل والغفلة فانهم منعوا بذلك عن معرفة النعم، ولا يتصور شكر النعمة الا بعد معرفتها، ثم أن عرفوا نعمة ظنوا أن الشكر عليها أن يقول احدهم بلسانه : الحمدلله ولم يعرفوا ان معنى الشكر أن تستعمل النعمة في اتمام الحكمة التي اريدت بها وهي طاعة الله تعالى. أشكر لأنك لم تملك كل ما تشاء فما تطلب ؟ إن ملكت كل ما تشاء, أشكر إذا لم تعلم شيئا لأنه وصيلك أن تكون عالما, أشكر في السراء والضراء فتكن كبراء, أشكر في نقصان نفسك ذلك لقوة طبيعتك, أشكر في مشقتك ذلك لتحسين حيانك, إن ملكت علة واحدة للشكوى فوجدت ألف ألف علات أن تشكر.
المصادر والمراجع
مسلم, صحيح مسلم, المكتبة الشاملة
أبي داود, سنن أبي داود, المكتبة الشاملة
البخاري, الصحيح البخاري, المكتبة الشاملة
عبد المحسن العباد, شرح سنن أبي داود, المكتبة الشاملة
محمد شمس الحق العظيم آبادي أبو الطيب, عون المعبود شرح سنن أبي داود, المكتبة الشاملة
ابن القيم الجوزية, مدارج السالكين, المكتبة الشاملة
ابن عجيبة, معراج التشوف, المكتبة الشاملة
تعريفات السيد
محمد علي بن محمد بن علان بن ابراهيم البكري الصديقي الاشافعي, دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين, المكتبة الشاملة
الإمام أحمد, مسند أحمد, المكتبة الشاملة
الترمذي, سنن الترمذي, المكتبة الشاملة
ابن ماجه, سنن ابن ماجه, المكتبة الشاملة
الحاكم, المستدرك, المكتبة الشاملة
القشيري, الرسالة القشيرية, المكتبة الشاملة
محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري, جامع البيان في تأويل القرآن, المكتبة الشاملة
[4]عبد المحسن العباد, شرح سنن أبي داود, المكتبة الشاملة, ج 27, ص 457
[5] محمد شمس الحق العظيم آبادي أبو الطيب, عون المعبود شرح سنن أبي داود, الطبعة الثانية ، 1415, المكتبة الشاملة, باب في المعبود, ج 13 ص 114
[7] أبو عبدالله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز بن مكي زيد الدين الزُّرعي ثم الدمشقي الحنبلي الشهير بابن قيم الجوزية , واشتهر رحمه الله بإبن قيم الجوزية. ولد في اليوم السابع من شهر صفر لعام 691هـ . قيل أنه ولد في زرع وقيل في دمشق
[9] أبو العباس أحمد بن محمد بن عجيبة الحسني، ولد سنة (1161) هـ في قرية الخميس الواقعة في الطريق بين طنجة وتطوان
[11]محمد علي بن محمد بن علان بن ابراهيم البكري الصديقي الاشافعي, دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين, باب في المجاهدة, المكتبة الشاملة, ج 1، ص 382
[15] أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الرقاق ومسلم في صحيحه في كتاب صفات المنافقين والترمذي في أبواب الصلاة
[21] الإمام الغزالي هو أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الملقب حجة الإسلام، زين الدين الطوسي، الفقيه الشافعي، ولد بطوس، سنة خمسين وأربعمائة.
[22] محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري, جامع البيان في تأويل القرآن, ج 9, ص 343
Tidak ada komentar:
Posting Komentar