Minggu, 22 Januari 2012

الأجر للمؤمنين المخلصين


c
6
            نحمدالله سبنه وتعالىحمدا يفوق فوق الأفاق, ونشكره على نعمه والأرزاق, ونستغفره على الذنوب والإنزلاق, ونصلى ونسلم على سيدنا محمد صاحب الجود والأخلاق, وعلى آله وأصحابه مادامت السموات الأبيض والأرزاق, أما بعد:
لما تطور الزمان تطورا عظيما وارتفعت الحضرة والثقفية, وبجانب الآخر إرتفعت العلوم كرفعة السماء, تغيّرت الزمان وتآثرت فى الدنيا والدين حتى وجدت فى الدين وجدانا آراء مختلفة وكذالك فكرا وتفكيرا ليس مشتبها بسنة رسول الله وسنة خلفاء الراشدين المهديين بل يتجدّد فى الدين حتى وجدنا المذاهب المسمى بتعدد الدين ولبراليين وغيرهما من المذاهب. كما قال المثقفون اللبراليون. أن جميع الأديان على حق وهم سيدخلون الجنة. اليهود والنصارى والصابئين والبوذيين والكثوليك وغيرهم من الأديان السماوى والأرضى هم سيدخلون الجنة كما دخل المؤمنون الجنة.هل الصحيح هذا الرأي......؟ وهم يعتمدوا على آية واحد ¨bÎ) tûïÏ%©!$# (#qãYtB#uä šúïÏ%©!$#ur (#rߊ$yd 3t»|Á¨Z9$#ur šúüÏ«Î7»¢Á9$#ur ô`tB z`tB#uä «!$$Î/ ÏQöquø9$#ur ̍ÅzFy$# Ÿ@ÏJtãur $[sÎ=»|¹ öNßgn=sù öNèdãô_r& yYÏã óOÎgÎn/u Ÿwur ì$öqyz öNÍköŽn=tæ Ÿwur öNèd šcqçRtøts. (البقرة: 62).ولكنهم لا يلتفت على آيات آخرى. قال تعالى: (إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين فى نار جهنم خالدين فيها أبدا أولئك هم شر البرية. (البيينة: 6) وقوله تعالى: إن الدين عند الله  الإسلام. (آل عمران: 19). وقوله تعالى: :  ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين. (آل عمران: 10) وكذالك  إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ( الحاج: ١٧).
فهذه الحال مناسبة فى هذا مجل شجّع الكاتب أن أن يكتب البحث عما يتعلق بحقيقة هذه المسألة (أن الأجر للمؤمنين المخلصين) وحدد الكاتب عن تحليل اللفظ ومناسبة الأية بالآبات السابقة وسبب ورودها وشيئ قليل من شرح هذه الأية من قول المفسرين. وما منى سوى النقل ولا حولا ولاقوة إلا بالله العلى العظيم.



 N
 الباب                                                                                                                           الصـــفحة
1- مقدمة...................................................................................................... 1
2- المحتويات.................................................................................................... 2
3- المبحث..................................................................................................... 3
أ- الأية المتعلقة بالأجر للمؤمنين المخلصين............................................................. 3
ب- التحليل اللفظ.................................................................................... 3
ج- مناسبة الأية....................................................................................... 6
د- سبب النزول...................................................................................... 7
هـ- الشرح........................................................................................... 9
4- المراجع.................................................................................................... 12


C
الأجر للمؤمنين المخلصين
¨bÎ) tûïÏ%©!$# (#qãYtB#uä šúïÏ%©!$#ur (#rߊ$yd 3t»|Á¨Z9$#ur šúüÏ«Î7»¢Á9$#ur ô`tB z`tB#uä «!$$Î/ ÏQöquø9$#ur ̍ÅzFy$# Ÿ@ÏJtãur $[sÎ=»|¹ öNßgn=sù öNèdãô_r& yYÏã óOÎgÎn/u Ÿwur ì$öqyz öNÍköŽn=tæ Ÿwur öNèd šcqçRtøts
(البقرة: 62)
ب- التحليل اللفظ
الذين امنوا: قد إختلفت المفسرون فى هذه العبارة, وسبب الإختلاف قوله تعالى فى آخر الأية (من أمن بالله واليوم الأخير). فإن ذالك يقتضى أن يكون المراد من الإيمان فى قوله تعالى (إن  الذى أمنوا) غير المراد منه فى قوله تعالى (من آمن بالله) ونظيره فى الإشكال قوله تعالى (يأيها الذى آمنوا آمنوا : النساء:131). لأجل هذه الإشكال ذكروا وجوه الإختلاف:
إحداها : هم الذى آمنوا قبل مبعث نبينا محمد e بعيسى u مع البراءة عن اباطل اليهود والنصارى, مثل قيس بن ساعدة وبحيرة الراهب وحبيب النجار وزيد بن عنرو بن نفيل وورقة بن نوفل وسلمان الفارسى وأبى ذر الغفارى ووفد النجاشى وغيرهم. (الذين امنوا)اى قبل مبعث محمد e (والذين هادوا والنصارى) أى والذى كانوا على الدين الباطل ـــ اليهود والنصارى ـــ (من آمن بالله واليوم الآخر) كل من آمن منهم بعد مبعث سيدنا محمد e بالله واليوم الآخر وبمحمد e (فلهم أجرهم عند ربهم ولاخوف عليهم ولا هم يخزنون).هذ قول إبن عباس.
ثانيها : هم الذى آمنوا باللسان دون القلب وهم المنافقون. فذكر تعالى المنافقين ثم اليهود ثم النصارى ثم  الصابئين. فكأنه تعالى يقول: هؤلآء المبطلون كل من آبى منهم بالإيمان الحقيقى صار المؤمنين عند الله" هذا قول سفيان الثورى.
ثالثها : هم المؤمنون بسيدنا محمد e فى الحقيقة.[1]
اليهود : وأما الذين هادوا فهم اليهود ومعنى هادوا تابوا يقال منه هاد القوم يهودون هودا وهادة[2]  إنما تسمت اليهود باليهودية بكلمة قالها موسى إنا هنا إليك فلما مات قالوا هذه الكلمة كانت تعجبه فتسموا اليهود[3]
النصارى : قال أبو جعفر والنصارى جمع واحدهم نصران كما واحد سكارى سكران وواحد النشاوى نشوان وكذلك جمع كل نعت كان واحده على فعلان فإن جمعه على فعالى إلا أن المستفيض من كلام العرب في واحد النصارى نصراني
وقيل: نصران بإسقاط الياء; وهذا قول سيبويه. والأنثى نصرانة; كندمان وندمانة. وهو نكرة يعرف الألف واللام; قال ا لشاعر:
صدت كما صد عما لا يحل له                               ساقي نصارى قبيل الفصح صوام
فوصفه بالنكرة. وقال الخليل: واحد النصارى نصري; كمهري ومهارى. وأنشد سيبويه شاهدا على قول:
تراه إذا دار العشا متحنفا                                                   ويضحى لديه وهو نصران شامس
وأنشد:
فكلتاهما خرت وأسجد رأسها                                    كما أسجدت نصرانة لم تحنف
يقال: أسجد إذا مال. ولكن لا يستعمل نصران ونصرانة إلا بياءي النسب; لأنهم فالوا: رجل نصراني وامرأة نصرانية. ونصره: جعله نصرانيا. وفى الحديث: (فأبواه يهودانه أو ينصرانه). وقال عليه السلام: (لا يسمع بى أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار). وقد جاءت جموع على غير ما يستعمل واحدها; وقياسه النصرانيون.
وهذه الأبيات التي ذكرتها تدل على أنهم سموا نصارى لنصرة بعضهم بعضا وتناصرهم بينهم[4]
 إنما سموا نصارى بقرية يقال لها ناصرة ينزلها عيسى بن مريم فهو اسم تسموا به ولم يؤمروا به[5] عن ابن عباس قال إنما سميت النصارى لأن قرية عيسى كانت تسمى ناصرة [6]
الصابئين : فهوا من صبا ـــ يصوب إذا خرج من دينه إلى دين آخر. وكل خارج من دين كان عليه إلى آخر غيره تسميه العرب صابئا يقال منه صبأ فلان يصبأ صبأ ويقال صبأت النجوم إذا طلعت وصبأ علينا فلان موضع كذا وكذا يعني به طلع.[7] وبذالك كانت العرب يسمون النبىe صابنا لأنه أظهر دين بخلاف أديانهم. قال أبو جعفر والصابئون جمع صابئ وهو المستحدث سوى دينه دينا كالمرتد من أهل الإسلام عن دينه.[8]
 قال سفين الصابئين بين اليهود والمجوس لا دين لهم[9] عن مجاهد قال الصابئون قوم بين اليهود والمجوس والنصارى ليس لهم دين[10] وقيل الصابئون ليسوا بيهود ولا نصارى هم قوم من المشركين لا كتاب لهم[11]
قال بن جريج قلت لعطاء الصابئين زعموا أنها قبيلة من نحو السواد ليسوا بمجوس ولا يهود ولا نصارى
قال قد سمعنا ذلك وقد قال المشركون للنبي قد صبأ
قال بن زيد في قوله الصابئون قال الصابئون دين من الأديان كانوا بجزيرة الموصل يقولون لا إله إلا الله وليس لهم عمل ولا كتاب ولا نبي إلا قول لا إله إلا الله قال ولم يؤمنوا برسول الله فمن أجل ذلك كان المشركون يقولون للنبي وأصحابه هؤلاء الصابئون يشبهونهم بهم.[12]
قال ابو محمد اختلفوا في تفسيره على ثمانية اقاويل فمن ذلك:[13]  
القول لأول: الصابئين منزلة بين اليهود والنصارى[14]
والقول الثاني: الصابئين قوم بين بين المجوس واليهود والنصارى ليس [15]
والقول الثالث : الصابئين فرقة من اهل الكتاب يقراون الزبور[16]
والقول الرابع: عن مطرف قال كنا عند الحكم فحدثه رجل من البصرة عن الحسن انه كان يقول في الصابئين انهم كالمجوس قال الحكم الم اخبركم بذلك[17]
والقول الخامس: اخبر ابن ابي الزناد عن ابيه قال الصابئون قوم مما يلي العراق وهو بكوش وهم يؤمنون بالنبيين كلهم ويصومون من كل سنة شهرا ثلاثين يوما ويصلون الى اليمن كل يوم خمس صلوات[18]
والقول السادس: قال ابو جعفر الرازي بلغني ان الصابئين قوم يعبدون الملائكة[19] ويقراون الزبور ويصلون الى القبلة[20]
والقول السابع: عن وهب بن منبه انه قيل له ما الصابئين قال الذي يعرف الله وحده وليست له شريعة يعمل بها ولم يحدث كفرا[21]
القول الثامن : عن مجاهد قوله والصابئين قال بين المجوس واليهود لا دين لهم[22]
وقال الشيخ محمد نواوى الجاوى أن الصابئين هم الخارجين من دين إلى دين وهم قوم من النصارى يحلقون وسط ىؤوسهم ويقرؤن الزبور ويعبدون الملائكة ويقولون صبأت قلوبنا أى رجعت إلى الله.[23]
أجرهم عند ربهم : عن قتادة قال اجر كبير لحسناتهم وهي الجنة[24]

ج- مناسبة الأية
قد بين الله تعالى فى الأية السابقة (øŒÎ)ur óOçFù=è% 4ÓyqßJ»tƒ `s9 uŽÉ9óÁ¯R 4n?tã 5Q$yèsÛ 7Ïnºur äí÷Š$$sù $oYs9 š­/u ól̍øƒä $uZs9 $®ÿÊE àMÎ6.^è? ÞÚöF{$# .`ÏB $ygÎ=ø)t/ $ygͬ!$¨VÏ%ur $ygÏBqèùur $pkŝytãur $ygÎ=|Át/ur ( tA$s% šcqä9Ïö7tGó¡n@r& Ï%©!$# uqèd 4oT÷Šr& Ï%©!$$Î/ uqèd îŽöyz 4 (#qäÜÎ7÷d$# #\óÁÏB ¨bÎ*sù Nà6s9 $¨B óOçFø9r'y 3 ôMt/ÎŽàÑur ÞOÎgøŠn=tæ ä'©!Éj9$# èpuZx6ó¡yJø9$#ur râä!$t/ur 5=ŸÒtóÎ/ šÆÏiB «!$# 3 y7Ï9ºsŒ óOßg¯Rr'Î/ (#qçR%x. šcrãàÿõ3tƒ ÏM»tƒ$t«Î/ «!$# šcqè=çGø)tƒur z`¿ÍhŠÎ;¨Y9$# ÎŽötóÎ/ Èd,yÛø9$# 3 y7Ï9ºsŒ $oÿÏ3 (#q|Átã (#qçR$Ÿ2¨r šcrßtF÷ètƒ) أن بنى إسرائيل هم فى النعم العظيمة, ويأكلون المن والسلوى بغير تعب وكسب, فشكوا إلى موسى أن يرزق الله تعالى لهم طعاماً غير المن والسلوى لأنهم قد سئموا وكرهوا, يستبدلون الذى هو أدنى بالذى هو خير, إستبدلوان الحسيس بالنفيس, فـأمر الله أن يهبطوا مصراً من الأمصار لكى تجدوا ما شاؤ. فضرب الله عليهم الذلة والمسكنة والهوان, وضرب عليهم الصغار والخزي الأبدان الذىلا يفارقه مدى الحياة. حلّ عليهم غضب الله وسخطه الشديد نالواها بسبب إنكارهم بأيات الله جحودا واستكبارا وقتلهم رسل الله ظلماً وعدواناً. ثم بين الله تعالى فى الأية التى سنفسرها التالية أن اليهود وكذالك النصارى والصابئين سيجزون بلأجور كمثل الذين آمنوا إذا آمنوا إيماناً حقيقياً وعمل عملا صالحاً.


د- سبب نزول
حدثنا ابو زرعة ثنا عمرو بن حماد ثنا اسباط عن السدى ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من امن بالله واليوم الاخر قال نزلت هذه الاية في اصحاب سلمان الفارسي فبينا هو يحدث النبي -  صلى الله عليه وسلم  اذ ذكر اصحابه فاخبره خبرهم فقال كانوا يصومون ويصلون ويؤمنون بك ويشهدون انك ستبعث نبيا فلما فرغ سلمان من ثنائه عليهم قال له نبي الله -  صلى الله عليه وسلم  يا سلمان هم من اهل النار فاشتد ذلك على سلمان فانزل الله تعالى هذه الاية ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصائبين من امن بالله واليوم الاخر فكان ايمان اليهود انه من تمسك بالتوراة وسنة موسى حتى جاء عيسى فلما جاء عيسى كان من تمسك بالانجيل منهم وشرائع عيسى كان مؤمنا مقبولا منه حتى جاء محمد -  صلى الله عليه وسلم  فمن لم يتبع محمدا -  صلى الله عليه وسلم  - منهم ويدع ما كان عليه من سنة عيسى والانجيل كان هالكا وروى عن سعيد بن جبير نحو ذلك[25]
وأخرج ابن جرير واللفظ له وابن أبي حاتم عن السدي في قوله إن الذين آمنوا والذين هادوا الآية.........
قال نزلت هذه الآية في أصحاب سلمان الفارسي وكان رجلا من جند نيسابور وكان من أشرافهم وكان ابن الملك صديقا له مؤاخيا لا يقضي واحد منهما أمر دون صاحبه وكانا يركبان إلى الصيد جميعا فبينما هما في الصيد إذ رفع لهما بيت من عباءة فأتياه فإذا هما فيه برجل بين يديه مصحف يقرأ فيه وهو يبكي فسألاه ما هذا فقال الذي يريد أن يعلم هذا لا يقف موقفكما فإن كنتما تريدان أن تعلما ما فيه فانزلا حتى أعلمكما فنزلا إليه فقال لهما هذا كتاب جاء من عند الله أمر فيه بطاعته ونهى عن معصيته فيه أن لا تسرق ولا تزني ولا تأخذ أموال الناس بالباطل فقص عليهما ما فيه وهو الإنجيل الذي أنزل الله على عيسى فوقع في قلوبهما وتابا فأسلما وقال لهما إن ذبيحة قومكما عليكما حرام فلم يزالا معه كذلك يتعلمان منه حتى كان عيد للملك فجمع طعاما ثم جمع  الناس والأشراف وأرسل إلى ابن الملك رسولا فدعاه إلى ضيعته ليأكل مع الناس فأبى الفتى وقال إني عنك مشغول فكل أنت وأصحابك فلما أكثر عليه من الرسل أخبرهم أنه لا يأكل من طعامهم فبعث الملك إلى ابنه ودعاه وقال ما أمرك هذا قال إنا لا نأكل من ذبائحكم إنكم كفار ليس تحل ذبائحكم .
فقال له الملك من أمرك هذا فأخبره أن الراهب أمره بذلك فدعا الراهب فقال ماذا يقول ابني قال صدق ابنك قال له لولا الدم فينا عظيم لقتلتك ولكن اخرج من أرضنا فأجله أجلا فقال سلمان فقمنا نبكي عليه فقال لهما إن كنتما صادقين فإنا في بيعة في الموصل ستين رجلا نعبد الله فأتونا فيها فخرج الراهب وبقي سلمان وابن الملك فجعل سلمان يقول لابن الملك انطلق بنا وابن الملك يقول نعم وجعل ابن الملك يبيع متاعه يريد الجهاز فلما أبطأ على سلمان خرج سلمان حتى أتاهم فنزل على صاحبه وهو رب البيعة فكان أهل تلك البيعة أفضل مرتبة من الرهبان فكان سلمان معه يجتهد في العبادة ويتعب نفسه فقال له سلمان أرأيت الذي تأمرني به هو أفضل أو الذي أصنع قال بل الذي تصنع قال فخل عني ثم إن صاحب البيعة دعاه فقال أتعلم أن هذه البيعة لي وأنا أحق الناس بها ولو شئت أن أخرج منها هؤلاء لفعلت ولكني رجل أضعف عن عبادة هؤلاء وأنا أريد أن أتحول من هذه البيعة إلى بيعة أخرى هم أهون عبادة من ههنا فإن شئت أن تقيم هنا فاقم وإن شئت أن تنطلق معي فانطلق   فقال له سلمان أي البيعتين أفضل أهلا قال هذه  قال سلمان فأنا اكون في هذه فأقام سلمان بها وأوصى صاحب البيعة بسلمان يتعبد معهم  ثم إن الشيخ أراد أن يأتي بيت المقدس فدعا سلمان فقال إني أريد أن آتي بيت المقدس فإن شئت أن تنطلق معي فانطلق وإن شئت أن تقيم فأقم قال له سلمان أيهما أفضل أنطلق معك أو أقيم قال لا بل تنطلق فانطلق معه فمروا بمقعد على ظهر الطريق ملقى فلما رآهما نادى يا سيد الرهبان ارحمني رحمك الله فلم يكلمه ولم ينظر إليه وانطلقا حتى أتيا بيت المقدس وقال الشيخ لسلمان أخرج فاطلب العلم فإنه يحضر هذا المسجد علماء الأرض فخرج سلمان يسمع منهم فرجع يوما حزينا فقال له الشيخ مالك يا سلمان قال إن الخير كله قد ذهب به من كان قبلنا من الأنبياء والأتباع فقال له الشيخ لا تحزن فإنه قد بقي نبي ليس من نبي بأفضل تبعا منه وهذا الزمان الذي يخرج فيه ولا أراني أدركه وأما أنت فشاب فلعلك أن تدركه وهو يخرج في أرض العرب فإن أدركته فآمن به واتبعه قال له سلمان فأخبرني عن علامته بشيء قال نعم وهو مختوم في ظهره بخاتم النبوة وهو يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة ثم رجعا حتى بلغا مكان المقعد فناداهما فقال يا سيد الرهبان ارحمني رحمك الله فعطف إليه حماره فأخذ بيده فرفعه فضرب به الأرض ودعا له وقال قم بإذن الله فقام صحيحا يشتد فجعل سلمان يتعجب وهو ينظر إليه وسار الراهب فغيب عن سلمان ولا يعلم سلمان ثم إن سلمان فزع بطلب الراهب فلقيه رجلان من العرب من كلب فسألهما هل رأيتما الراهب فأناخ أحدهما راحلته قال نعم راعي الصرمة هذا فحمله فانطلق به إلى المدينة قال سلمان فأصابني من الحزن شيء لم يصبني مثله قط فاشترته امرأة من جهينة فكان يرعى عليها هو وغلام لها يتراوحان الغنم هذا يوما وهذا يوما وكان سلمان يجمع الدراهم ينتظر خروج محمد  صلى الله عليه وسلم  فبينما هو يوما يرعى إذ أتاه صاحبه بعقبة فقال له أشعرت أنه قد قدم المدينة اليوم رجل يزعم أنه نبي فقال له سلمان أقم في الغنم حتى آتيك فهبط سلمان إلى المدينة فنظر إلى النبي  صلى الله عليه وسلم  ودار حوله فلما رآه النبي  صلى الله عليه وسلم  عرف ما يريد فأرسل ثوبه حتى خرج خاتمة فلما رآه أتاه وكلمه ثم انطلق فاشترى بدينار ببعضه شاة فشواها وببعضه خبزا ثم أتاه به فقال ماهذه قال سلمان هذه صدقة .قال لا حاجة لي بها فأخرجها فليأكلها المسلمون. ثم انطلق فاشترى بدينار آخر خبزا ولحما ثم أتى به النبي  صلى الله عليه وسلم  فقال ما هذا قال هذه هدية قال فاقعد فكل فقعد فأكلا منها جميعا فبينما هو يحدثه إذ ذكر أصحابه فأخبره خبرهم فقال كانوا ويصومون ويؤمنون بك ويشهدون أنك ستبعث نبيا فلما فرغ سلمان من ثنائه عليهم قال له نبي الله  صلى الله عليه وسلم  يا سلمان هم من أهل النار فاشتد ذلك على سلمان وقد كان قال له سلمان لو أدركوك صدقوك واتبعوك  فأنزل الله هذه الآية إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر. ثم قال النبي من مات على دين عيسى ومات على الإسلام قبل أن يسمع بي فهو على خير ومن سمع بي اليوم ولم يؤمن بي فقد هلك[26]

هـ- الشرح
            هذه الأية كرر فى آية أخرى بعبارة التنوع اليسير : إن الذى آمنوا والذى هادوا والصبئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل عملا صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يخزنون. (المائدة: 69). لما بين تعالى حال من خالف أوامره وارتكب زواجره وتعدى في فعل ما لا إذن فيه وانتهاك المحارم وما أحل بهم من النكال نبه تعالى على أن من أحسن من الأمم السالفة وأطاع فان له جزاء الحسنى وكذلك الأمر إلى قيام الساعة كل من اتبع الرسول النبي الأمي فله السعادة الأبدية ولا خوف عليهم فيما يستقبلونه ولاهم يحزنون على ما يتركونه ويخلفونه كما قال تعالى (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)  وكما تقول الملائكة للمؤمنين عند الإحتضار في قوله:  إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون. 
 قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا ابن أبي عمر العدني حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال قال سلمان رضي الله عنه سألت النبي  صلى الله عليه وسلم  عن أهل دين كنت معهم فذكرت من صلاتهم وعبادتهم فنزلت   إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر   إلى آخر الآية
وقال السدي   إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا   الآية نزلت فى أصحاب سليمان الفارسى يينا هو يحدث النبي  صلى الله عليه وسلم  إذ ذكر أصحابه فأخبره خبرهم فقال كانوا يصلون ويصومون ويؤمنون بك ويشهدون أنك ستبعث نبيا فلما فرغ سلمان من ثنائه عليهم قال له نبي الله  صلى الله عليه وسلم  يا سلمان هم من أهل النار فاشتد ذلك على سلمان فأنزل الله هذه الآية.........
 فكان إيمان اليهود أنه من تمسك بالتوراة وسنة موسى عليه السلام حتى جاء عيسى فلما جاء عيسى كان من تمسك بالتوراة وأخذ بسنة موسى فلم يدعها ولم يتبع عيسى كان هالكا وإيمان النصارى أن من تمسك بالإنجيل منهم وشرائع عيسى كان مؤمنا مقبولا منه حتى جاء محمد  صلى الله عليه وسلم  فمن لم يتبع محمدا  صلى الله عليه وسلم  منهم ويدع ما كان عليه من سنة عيسى والإنجيل كان هالكا.
وهذا لا ينافي ماروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس   إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر   الآية قال فأنزل الله بعد ذلك :  ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين.   فإن هذا الذي قاله ابن عباس إخبار عن أنه لا يقبل من أحد طريقة ولا عملا إلا ما كان موافقا لشريعة محمد  صلى الله عليه وسلم  بعد أن بعثه بما بعثه به فأما قبل ذلك فكل من اتبع الرسول في زمانه فهو على هدى وسبيل ونجاة فاليهود أتباع موسى عليه السلام الذين كانوا يتحاكمون إلى التوراة في زمانهم.
 واليهود من الهوادة وهي المودة أو التهود وهي التوبة كقول موسى عليه السلام   إنا هدنا اليك   أي تبنا فكأنهم سموا بذلك في الأصل لتوبتهم ومودتهم في بعضهم لبعض وقيل لنسبتهم إلى يهودا أكبر أولاد يعقوب وقال أبو عمرو بن العلاء لأنهم يتهودون أي يتحركون عند قراءة التوراة فلما بعث عيسى  صلى الله عليه وسلم  وجب على بني إسرائيل إتباعه والإنقياد له فاصحابه وأهل دينه هم النصارى وسموا بذلك لتناصرهم فيما بينهم  أخبر وطاعته فيما أمر والإنكفاف عما عنه زجر وهؤلاء هم المؤمنون حقا. وسميت أمة محمد  صلى الله عليه وسلم  مؤمنين لكثرة إيمانهم وشدة إيقانهم ولأنهم يؤمنون بجميع الأنبياء الماضية والغيوب الآتية.
 وأما الصابئون فقد اختلف فىتعريفهم كما مضى فى التخليل اللفظ وقال القرطبي: والذي تحصل من مذهبهم فيما ذكره بعض العلماء أنهم موحدون ويعتقدون تأثير النجوم وأنها فاعلة ولهذا أفتى أبو سعيد الإصطخري بكفرهم للقادر بالله حين سأله عنهم واختار الرازي أن الصابئين قوم يعبدون الكواكب بمعنى أن الله جعلها قبلة للعبادة والدعاء أو بمعنى أن الله فوض تدبير أمر هذا العالم إليها قال وهذا القول هو المنسوب إلى الكشرانيين الذين جاءهم إبراهيم عليه السلام رادا عليهم مبطلا لقولهم وأظهر الأقوال والله أعلم.[27]
                        من هذه البيان نعرف أن جميع أرباب الضلال إذا رجعوا عن ضلالتهم وآمنوا بدين الحق فإن الله سبحانه وتعالى يقبل إيمانهم وطاعتهم ولايردهم عن حضرته البتة. واعلم أنه قد دخل فى الإيمان بالله لإيمان بما أوجبه, أعنى ألإيمان برسله ودخل فى الإيمان باليوم الآخر جاميع أحكام الآخرة, ودخل فى الأعمال الصالحة (الأعمال الموافقة بشرائع الله).
                        هل الصحيح أن هذه الأية تدل مباشرة على أن مذهب التعددى الدينى حقيقياً......؟ كما قال المثقفون اللبراليون. أن جميع الأديان على حق وهم سيدخلون الجنة. اليهود والنصارى والصابئين والبوذيين والكثوليك وغيرهم من الأديان السماوى والأرضى هم سيدخلون الجنة كما دخل المؤمنون الجنة. نعم إذا رجعنا إلى هذه الأية فقد ولا نلتفت إلى ايات أخرى التى بينت عن بطلان دعواهم على أن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين فى نار جهنم خالدين فيها أبدا. كما قال تعالى: (إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين فى نار جهنم خالدين فيها أبدا أولئك هم شر البرية. (البيينة: 6) وكقوله تعالى: إن الدين عند الله  الإسلام. (آل عمران: 19). وكقوله تعالى: :  ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين. (آل عمران: 10)
فإن هذا الذي قاله ابن عباس إخبار عن أنه لا يقبل من أحد طريقة ولا عمل إلا ما كان موافقا لشريعة محمد  صلى الله عليه وسلم  بعد أن بعثه بما بعثه به فأما قبل ذلك فكل من اتبع الرسول في زمانه فهو على هدى وسبيل ونجاة فاليهود أتباع موسى عليه السلام الذين كانوا يتحاكمون إلى التوراة في زمانهم.

و1 أعلم











المراجع
إسماعيل بن عمر الدمشقى, تفسير إبن كثير, دار الفكر – بيروت, 1401 هـ.
سفيان الثورى, تفسير الثورى, دار الكتب العلمية – بيروت, ط,الاولى, 1403 هـ.
عبد الرحمن بن الكمال السيوطى, الدر المنثور, دار الفكر – بيروت, 1993 م,
عبد الرحمن بن محمد الرازى, تفسير أبى خاتم, المكتبة العصرية – صيدا, بدون السنة الطبع.
فخرالدين الرزى, مفاتيح الغيب,المجلد الأول, الجزء الثالث, دار الفكر – بيروت, بدون السنة الطبع.
محمد جرير الطبرى, تفسير الطبرى, دار الفكر – بيروت, 1405 هـ.
محمد نواوى الجاوى, مراح البيد- التفسير المنير لمعالم التنزيل,المجلد الأول, دار الفكر – بيروت, بدون السنة الطبع



1قال أبو جعفر أما الذين آمنوا فهم المصدقون رسول الله فيما أتاهم به من الحق من عند الله وإيمانهم. محمد جرير الطبرى,تفسير الطبرى, دار الفكر – بيروت, 1405 هـ.  ج1, ص. 318.
2نفس المرجع تفسير الطبرى, ج1/ص318
3عبد الرحمن بن الكمال السيوطى, الدر المنثور, دار الفكر – بيروت, 1993 م,  ج1/ص182 أخرج أبو الشيخ عن ابن مسعود قال نحن أعلم الناس من أين تسمت اليهود باليهودية ولم تسمت النصارى بالنصرانية.......
4السابق تفسير الطبري ج:1. ص,318. وانظر أيضا القرطبى. ص.
5أخرجه ابن جرير عن قتادة قال......... نفس المرجع تفسير الطبري ج:1 ص:318
6أخرجه ابن سعد في طبقاته وابن جرير...... نفس المرجع تفسير الطبري ج:1 ص:318
7نفس المرجع تفسيرالطبري ج:1 ص. 219.
7نفس المرجع تفسير الطبري ج:1 ص:318
9سفبان الثورى, تفسير الثورى, دار الكتب العلمية – بيروت, ط,الاولى, 1403 هـ. ج1/ص46
10أخرجه وكيع وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم....
11أخرجه ابن المنذر عن مجاهد.........السابق: الدر المنثور ج:1 ص:182
12تفسير الطبري ج:1 ص:319 -320
13عبد الرحمن بن محمد الرازى, تفسير أبى خاتم, المكتبة العصرية – صيدا, بدون السنة الطبع.ج:1 ص:127- 128, وانظر أيضا فخرالدين الرزى, مفاتيح الغيب,المجلد الأول, الجزء الثالث, دار الفكر – بيروت, بدون السنة الطبع. ص.103. وكذالك تفسير الطبري ج:1 ص:319 -320
14ما حدثنا ابو سعيد الاشج ثنا ابو نعيم حدثه شريك عن سالم عن سعيد بن جبير قال......
15ما حدثه محمد بن اسماعيل الاحمس حدثه وكيع عن سفيان عن ليث عن مجاهد قال......
16ما حدثه عصام بن رواد حدثه ادم حدثه ابو جعفر عن الربيع عن ابي العالية قال......
17ما حدثه ابي حدثه ابي محمد بن عبد الرحمن العرزمي حدثه هشيم عن مطرف قال......
18ما حدثه يونس بن عبد الاعلى قراءة انبأه ابن وهب اخبر ابن ابي الزناد عن ابيه قال.......
19اختار الرازي أن الصابئين قوم يعبدون الكواكب بمعنى أن الله جعلها قبلة للعبادة والدعاء أو بمعنى أن الله فوض تدبير أمر هذا العالم إليها قال وهذا القول هو المنسوب إلى الكشرانيين الذين جاءهم إبراهيم عليه السلام رادا عليهم مبطلا لقولهم وأظهر الأقوال والله أعلم.
20ما حدثه عصام بن رواد خدثه ادم قال.....
21اخبره ابو عبد الله الطهراني فيما كتب الى حدثه اسماعيل بن عبد الكريم حدثه عبد الصمد بن معقل.....
22ما حدثه الحجاج بن حمزة حدثه شبابة دثه ورقاء عن ابن ابي نجيح........
23محمد نواوى الجاوى, مراح البيد- التفسير المنير لمعالم التنزيل,المجلد الأول, دار الفكر – بيروت, بدون السنة الطبع. ص. 17
24حدثه ابي حدثه هشام بن خالد حدثه شعيب بن اسحاق حدثه سعيد بن ابي عروبة...... تفسير ابن أبي حاتم ج1/ص129
25تفسير ابن أبي حاتم  ج1 - ص127
26الدر المنثور ج1 - 181تفسير الطبري ج:1 ص:321-322

27تفسير ابن كثير ج1/ص104 - 105

Tidak ada komentar:

Posting Komentar