التحديد الفلكي لأوائل الشهور القمرية رجب وشعبان ورمضان وشوال وذو الحجة
1426هـ.
معالي الشيخ/ عبد الله بن سليمان المنيع
عضو هيئة كبار العلماء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره
على الدين كله، والشكر لله الذي ميزنا بعقول نستطيع بها التفكر في آيات الله
ومخلوقاته، وأشهد ألا إله إلا الله القائل "والشمس والقمر بحسبان"،
والقائل: "هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد
السنين والحساب" وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله القائل: "إن هذا الدين
متين ولن يشاده أحد إلا غلبه ولكن يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا"،
والقائل: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" صلى الله عليه وعلى آله وصحبه
وسلم، وبعد:
فلقد كان مني المساهمة في تنوير إخواني المسلمين في بلادي خاصة وفي البلدان الإسلامية عامة بمواعيد ولادة أهلة الشهور القمرية القريبة من شهر رمضان المبارك –رجب، وشعبان، وشوال- خدمة لتحديد دخول شهر رمضان وخروجه، ونشر ذلك في بعض الوسائل الإعلامية، وكان لهذه المساهمة أثرها في مضاعفة الجهد في التحري والتحقيق في إثبات رؤية هلال رمضان وهلال شوال.
حيث مضى لنا أكثر من خمس سنوات أخذت فيها الجهة المختصة بإثبات دخول الشهر وخروجه بتضييق دائرة الإشكال في الإثبات مما كان له الأثر في المزيد من التحري في صحة الفتوى بدخول شهر رمضان وخروجه. بالرغم من تضايق تلك الجهة بتلك المساهمة.
(انظر: العدد 27 من مجلة البحوث الإسلامية: ص: 91 –118).
ومع ذلك فقد عذرتهم لشعورهم الصادق بمسئوليتهم، ووجوب بذلهم الجهد في تحقيق مقتضاها. فضلاً عما لرئيسها من مكانة خاصة في نفسي، ولكن ما كل مجتهد مصيب، والبحث عن الحق يقتضي البعد عن التعصب كما يقتضي احترام آراء الآخرين واتهام الإنسان لرأيه طالما أن الرأي مبني على الاجتهاد والتحري. وإيماناً مني بجدوى هذه المساهمة التبصيرية وأثرها في الأخذ بالقيود والضوابط ومضاعفة التحقق والتحري في قبول شهادات رؤية هلال شهر رمضان وهلال شهر شوال لا سيما إذا كانت الحقائق العلمية تؤكد أن ولادة الهلال ستكون بعد غروب شمس اليوم الذي ادعيت فيه الرؤية.
إيماناً مني بذلك فسأختم هذا البحث ببيان مواعيد ولادة أهلة الشهور –رجب وشعبان ورمضان وشوال وذي الحجة- وبدء أوائل هذه الشهور الخمسة، وكذلك بيان الفوارق الزمنية بين غروب الشمس وغروب القمر لهذه الشهور.
وقبل ذلك فلي في هذا البحث عدة وقفات أوردها فيما يلي:
الوقفة الأولى:
مع العتب على هذا الاتجاه مني ومن بعض إخواني الذين شعروا بواجبهم نحو التعاون مع إخوانهم جهات مثبتي أوائل الشهور القمرية بما في ذلك شهر رمضان وشهر شوال وشهر ذي الحجة.
العتب على هذا الاتجاه علينا بتدخلنا فيما لا يعنينا وبجهلنا فيما تدخلنا فيه وذلك بما سمعنا وقرأنا عن تلك الجهة.
هذا العتب في غير محله، لا سيما وقد صدر ممن هم أهل للتقوى والصلاح والإمامة والبحث عن الحقيقة الشرعية والتمسك بها بعد حصولها نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحداً، والرسول –صلى الله عليه وسلم- أمر المسلمين عامة بالنصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم، فحينما يكون منا هذا الإسهام في التوضيح والبيان فنحن نتعاون مع ولاة أمورنا ومنهم الجهة المختصة بالإثبات وذلك فيما نراه محققاً للصواب لا سيما ونحن نرى أن الأمر منهم يحتاج إلى مزيد من التحري والتحقيق والاستفادة من التطور العلمي والتقنية الحديثة، كما يحتاج إلى صيانة سمعة بلادنا وقادتها من القيل والقال والهمز واللمز، وقد كانت مساهمتنا في هذا السبيل مصدر ارتياح وتقدير من أهل العلم والفكر والنظر داخل بلادنا وخارجها –والحمد لله رب العالمين-.
الوقفة الثانية:
مع القول بأن الأخذ بالحساب مطلقاً منافٍ للنصوص الشرعية من كتاب الله –تعالى- ومن سنة رسوله –صلى الله عليه وسلم-.
هذا القول فيه حق وباطل. أما الحق فصحيح إن القول بالأخذ بالحساب الفلكي في إثبات دخول الشهر وخروجه دون النظر إلى الرؤية الشرعية للهلال في الإثبات، هذا القول يظهر لنا بطلانه ومنافاته للنصوص الشرعية من كتاب الله تعالى ومن سنة رسوله محمد –صلى الله عليه وسلم- إذ لا شك أن علماء الأمة الإسلامية -إلا من شذ- مجمعون على أن دخول شهر رمضان وخروجه لا يتم إلا برؤية الهلال لا بالحساب الفلكي، قال الله تعالى: "فمن شهد منكم الشهر فليصمه" وقال –صلى الله عليه وسلم-: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته..". الحديث.
وأما الباطل من هذا القول فهو الأخذ بشهادة من يدعي الرؤية –بعد إجراءات تعديله- وذلك قبل ولادة الهلال إذ هي شهادة لم تنفك عما يكذبها، إذ كيف يُرى الهلال متخلفاً عن الشمس بحيث تغيب قبل غيابه والحال أنه لم يولد بعدّ، فهو لا يزال متقدماً على الشمس فهو غربها وهي شرقه، فهي شهادة باطلة لا يجوز سماعها فضلاً عن قبولها، فنحن حينما نقول بالأخذ بالحساب الفلكي نحصر هذا القول في النفي دون الإثبات، فإذا قال علماء الفلك بأن الهلال لا يولد إلا بعد غروب الشمس وجاء من يشهد برؤيته بعد غروب الشمس والحال أنه لم يولد فهذه الشهادة غير صحيحة وباطلة، وإن كانت من جملة شهود عدول.
فهذا وجه الأخذ بالحساب فيما يتعلق بالنفي.
أما إذا كان الهلال مولوداً قبل غروب الشمس ولم يتقدم بالشهادة على رؤيته شاهد أو أكثر فلا يظهر لنا جواز إثبات دخول الشهر بالحساب والحال أنه لم يتقدم شاهد برؤيته. وقد أحسن مجلس القضاء الأعلى في قراره عدم ثبوت دخول شهر رمضان يوم الأحد الموافق 26/10/2003م فقد كانت ولادة الهلال حاصلة قبل غروب شمس يوم السبت الموافق 29/8/1424هـ إلا أن الهلال لم ير ذلك اليوم بعد غروب الشمس في بلادنا السعودية، فأصدر المجلس قراراً بأن يوم الاثنين هو يوم الثلاثين من شهر شعبان لعام
1424هـ.
وهذا التصرف من المجلس عين الحق، حيث إن المعتمد في الإثبات الرؤية فقط دون الحساب.
والقول برد شهادة من يشهد برؤية الهلال بعد غروب الشمس والحال أن الشمس غربت قبل ولادة الهلال قول صحيح لا يتنافى مع النصوص الشرعية من كتاب الله تعالى ولا من سنة رسوله –محمد صلى الله عليه وسلم- ذلك أن الشهادة معتبرة إذا سلمت عما يؤثر على اعتمادها وقبولها، ومعلوم أن للشهادة موانع قبول واعتماد ومن أهم موانع قبول الشهادة ألا تنفك عما يكذبها ولا شك أن غروب الشمس قبل ولادة الهلال يُعَدُّ أقوى مانع لرد شهادة من يشهد برؤية الهلال بعد غروب الشمس والحال أنها غربت قبل الولادة. فنحن بهذا لم نرد قول الله تعالى: "فمن شهد منك الشهر فليصمه" ولا قول رسولنا –محمد صلى الله عليه وسلم-: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" وإنما رفضنا شهادة باطلة ممن شهد بشهادة لم تنفك عما يكذبها، فالشاهد هو الواهم أو الكاذب في شهادته. فليس في الأمر رؤية صحيحة للهلال حتى يقال بمصادمة رد هذه الشهادة للنصوص الشرعية فالهلال لم يولد بعدُ. وبهذا يتضح الأمر بأن الأخذ بالحساب فيما يتعلق بالنفي ليس فيه مصادمة لكتاب الله ولا لسنة رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-.
الوقفة الثالثة:
مع قول بعضهم في معرض الرد على القول بالأخذ بمقتضى ولادة الهلال ما نصه: ما الذي نجنيه من الكتابة عن الصيام وتكذيب شهود رؤية الهلال لأن الحساب قد دلنا على أن الشهر لن يهل أو أنه لم يولد؟ هل عندنا بذلك أثارة من علم ممن لا يرد قوله. إلى آخر ما قاله. انظر العدد 27 من مجلة البحوث الإسلامية ص91-118.
أتمنى من قائل هذا القول أن يتهم رأيه وعلمه، فرحم الله امرأ عرف قدر نفسه فيما يتكلم فيه. فعلم الفلك علم له قواعده وأصوله ونتائجه وله علماؤه المختصون به وعلى نظرياته الدقيقة تبنى أدق التطبيقات العلمية في عالم الفضاء والكون ومعرفة أوقات الكسوف والخسوف ابتداءً وانتهاءً، وليس الأمر في ذلك محصوراً في أثارة من علم تنتظر ممن لا يرد قوله، فالأمر في ذلك قطعي لا يحتاج إلى أثارة من علم.
ومن المسائل الفلكية التي لا تقبل جدلاً من أهل الدراية والنظر والاختصاص مسألة ولادة الهلال، فهي مسألة قطعية لا يختلف فيها ولا في تحديد وقتها بالدقيقة -لا بل بالثانية- أحد من علماء الفلك من مسلمين وغير مسلمين ولا يشك في قطعيتها منهم قاطبة إلا من يشك في نتيجة جمع الخمسة مع الثمانية أو ضرب الستة في الأربعة أو طرح الثلاثة من التسعة أو قسمة الثمانية على الاثنين.
وإذا كان المنازع لا يزال في منازعته في أن ولادة الهلال ظنية لا قطعية فعلية أن يأتي بقول واحد من علماء الفلك يقول بظنية الولادة لا قطعيتها. أما أن تُحشر لنا نصوص من أقوال فقهائنا من المذاهب الأربعة فهم علماء شريعة وليسوا علماء فلك. فهل يصح أن ننتقد مسألة طبية في الجراحة مثلاً أو مسألة هندسية من النظريات الهندسية، ثم نأتي بأقوال الفقهاء على انتقاد هذه المسائل العلمية من طب أو هندسة أو فلك أو نحو ذلك؟ لا شك أن لكل جانب علمي علماءه المختصين به، وأما غيرهم ممن ليسوا من أهل هذا العلم فيعتبرون عواماً عليه.
الوقفة الرابعة:
مع الاحتجاج لرد العمل بالحساب بقوله –صلى الله عليه وسلم-: "إنا أمة أمية لا نحسب ولا نكتب" إلى آخر الحديث، وتوجيه الاحتجاج لذلك أن وصف أمة الإسلام بالأمية وصف مدح لا وصف ذم. هذا القول بالرغم من صدوره ممن هو في مستوى رفيع من العلم ودقة النظر وعمق التفكير وإمام من أئمتنا ورموز ثوابتنا، هذا القول فيه نظر، فرسول الله –صلى الله عليه وسلم- وصف هذه الأمة بواقعها في عهده فليس الغرض من وصفها بالأمية مدحها أو ذمها وإنما الغرض من ذلك تقرير أن الأمة لا تكلف بما لا تستطيع "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها"، "ما جعل عليكم في الدين من حرج" ولكن بعد أن تيسر لهذه الأمة الدخول في ميادين العلم ومن ذلك علم الفلك فقد زالت عن هذه الأمة الأمية فصارت تحسب وتكتب وتعلم وتقرأ وتخترع وتدرك ما أدركه الآخرون من آيات الله وعجائب مخلوقاته وأسرار مكنوناته ودقائق صنعه وإتقان إبداعه. وبزوال هذه الأمية يقوم التكليف وتسقط الأعذار ويتعين الأخذ بالأسباب ونتائج المعرفة وطرح التعلل بالجهل بعد زواله وحلول العلم محله.
الوقفة الخامسة:
مع حاشية لبحث لبعض إخواننا نشر في مجلة البحوث الإسلامية (العدد 27) من أنه اطلع على أكثر من عشرة كتب فلكية، وليس في واحد منها ما يشير إلى قطعية الحساب.
ونحن نتساءل هل في هذه الكتب ما ينفي قطعية الحساب؟ وإذا كان كذلك فليت الباحث أتى بنصوص من هذه الكتب تدل على ما ذكره، وبشرط أن تكون هذه الكتب من أهل الاختصاص في الفلك.
وقد جاء في هذه الحاشية ذكر قرار مؤتمر الكويت عام 1409هـ وهو قرار لا يتفق مع موضوع البحث المنشور في هذه المجلة فهو قرار يؤيد القول باعتبار الحساب الفلكي في حال النفي وقد جاء في القرار الفقرة (1) النص على ذلك وأن هذا القول هو قول عدد من فقهاء المسلمين كابن تيمية والقرافي وابن القيم وابن رشد. وفي الفقرة الثالثة من القرار ما يدل على أن الإثبات يجب أن يعتمد على الشهادة.
وللشيخ أحمد شاكر أحد علماء مصر والمختصين في علم الحديث ورجاله –رحمه الله- له رسالة بعنوان (أوائل الشهور العربية هل يجوز شرعاً إثباتها بالحساب الفلكي) وقد ذكر في رسالته ما نصه: "لقد كان للأستاذ الأكبر الشيخ المراغي منذ أكثر من عشر سنين حين كان رئيس المحكمة العليا الشرعية رأي في رد شهادة الشهود إذا كان الحساب يقطع بعدم إمكان الرؤية كالرأي الذي نقلته هنا عن تقي الدين السبكي. وأثار رأيه هذا جدلاً شديداً وكان والدي وكنت أنا وبعض إخواني ممن خالف الأستاذ الأكبر في رأيه، ولكني أصرح الآن بأنه كان على صواب وأزيد عليه وجوب إثبات الأهلة بالحساب في كل الأحوال إلا لمن استعصى عليه العلم به. وما كان قولي هذا بدعا من الأقوال أن يختلف الحكم باختلاف أحوال المكلفين فإن هذا في الشريعة كثير يعرفه أهل العلم وغيرهم" ا.هـ.
(ص: 15 من رسالة نشر مكتبة ابن تيمية لطباعة ونشر الكتب السلفية).
ما ذكره فضيلة الشيخ أحمد شاكر وما جاء في قرار مؤتمر الكويت عام 1409هـ يتضح منه أن القول باعتبار الحساب الفلكي في حال النفي ورد الشهادة برؤية الهلال قبل ولادته قول مجموعة من علماء المسلمين قديماً وحديثاً، ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والقرافي وابن رشد والسبكي والمراغي وأحمد شاكر والشيخ مصطفى الزرقاء –رحمهم الله- وغيرهم.
الوقفة السادسة:
هذه الوقفة مختصة بحوار قصير مع الجهة المختصة بإثبات الأهلة في بلادنا، فهذه الجهة جهة علمية مشهود لرئيسها وأعضائها بالنصح الخالص للبلاد وأهلها خاصة وللمسلمين عامة وهم أهل لذلك من حيث التقوى والصلاح وبذل الجهد في استبراء الذمة مع ما يتمتعون به من كفاءة شرعية تؤهلهم لممارسة اختصاصهم.
وهم يدركون ما قاله مجموعة من فقهاء المسلمين ومحققيهم قديماً وحديثاً من أن الفتوى تتغير بتغير الأحوال والأزمان والأمكنة والظروف بشرط أن لا يكون هذا التغير مصادماً لنص شرعي أو أصل من أصول الدين. فعلوم التقنية بمختلف أجناسها وأنواعها قد تطورت تطوراً خدم البشرية خدمة أثرت على أنماط حياتها ونقلتها من عالم محدود الإدراك والتفكير والتحرك إلى عالم يسابق زمنه في الإبداع والعطاء والقدرة على الانتفاع بعوامل الانفتاح الفكري والنظري والتطبيقي. أفلا يجد إخواننا أن واجب عملهم واختصاصهم بإثبات الرؤية يقتضي الأخذ بكل جديد يساعدهم على الدقة في تحقيق ما اختصوا به؟
ومن ذلك إعادتهم النظر في آرائهم السلبية نحو النتائج الفلكية لا سيما وهم في علوم الفلك في صفٍ لا يؤهلهم لهذا الموقف السلبي نحو النتائج الفلكية فلو عملوا على عقد مؤتمر دولي يدعى إليه علماء فلكيون من أجناس فلكية مختلفة ويحضر معهم علماء شرعيون من بلدان إسلامية مختلفة يُبحث في هذا المؤتمر موضوع الاقتران والولادة وإمكان الرؤية وهل النتائج الفلكية في علم هذه المسائل قطعية أو ظنية؟ وهل في ذلك خلاف بين علماء الفلك؟ حتى لا يكون منا رد لقضايا قطعية نقول عنها على سبيل التشكيك والارتياب بل الإنكار: هل لدى أحد أثارة من علم بها ممن لا يرد قوله؟!
فإنكارنا النتائج العلمية القطعية مما هو محل إجماع علماء الاختصاص إنكارنا ذلك يرجع علينا بالنقص والزراية وضيق الأفق والنظر وسوء السمعة وقد سمعنا الكثير من ذلك وتألمنا مما سمعنا. والله حسبنا ونعم الحسيب.
ومن آثار هذا الموقف السلبي من إخوتنا وعدم تسليمهم بنظريات ونتائج علم الفلك ومنها الإجماع من علماء الفلك على تحديد وقت ولادة الهلال.
من آثار ذلك ما حصل من الإشكال في تحديد يوم عيد الفطر لعام 1425هـ، وفي تحديد يوم عرفة، ويوم عيد الأضحى للعام نفسه 1425هـ توضيح ذلك ما يلي:
صورة الواقع:
1- ولادة هلال شهر شوال الساعة الخامسة وثمان وعشرون دقيقة من مساء يوم الجمعة 29/9/1425هـ وذلك بتوقيت مكة المكرمة.
2- غروب شمس يوم الجمعة 29/9/1425هـ الساعة الخامسة وأربعون دقيقة بتوقيت مكة المكرمة.
3- مكث الهلال بعد غروب الشمس ثلاثون ثانية أي نصف دقيقة فقط.
4- غروب شمس يوم الجمعة 29/9/1425هـ عن أقصى نقطة في نجد من الجهة الغربية الساعة الخامسة وثلاث وعشرون دقيقة، أي قبل ولادة الهلال بخمس دقائق –انظر وقت غروب الشمس في حائل-
5- لم يكن من شهود رؤية الهلال ليلة السبت 30/9/1425هـ أحد من المنطقة الغربية- مكة، الطائف، جدة، المدينة، تبوك، العلا، أبها، جازان- حيث إن الهلال ولد بتوقيت المنطقة الغربية قبل غروب الشمس عن أبعد نقطة فيها من الجهة الغربية بما لا يزيد عن خمس شعرة دقيقة.
6- جميع منطقة نجد من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها غربت الشمس عنها قبل ولادة الهلال.
7- الشهود الذين أثبت دخول شهر شوال بشهادتهم بيوم السبت كلهم من نجد ورؤيتهم في سماء نجد فهي رؤية واهمة غير صحيحة، حيث إن الهلال لم يولد قبل غروب الشمس عنهم.
من هذا التصوير يتضح ما يلي:
أ- ليس بين ولادة الهلال وغروب الشمس بعدها في المنطقة الغربية إلا دقائق لا تزيد عن خمس عشرة دقيقة، وهذا يعني أن غروب الشمس قبل الهلال لا تزيد مدته عن نصف دقيقة، فإمكان الرؤية بعيد إن لم يكن متعذراً.
ب- بالتسليم بإمكان الرؤية مطلقاً إذا كان الهلال مولوداً قبل غروب الشمس فلم يتقدم بالشهادة برؤيته مساء يوم الجمعة بعد غروب شمسها أحد من أهل هذه المنطقة –المنطقة الغربية-
ج- الذين شهدوا بالرؤية كلهم في نجد، وشمس نجد يوم الجمعة غربت قبل ولادة الهلال فكيف يرى الهلال قبل ولادته حيث إنه متقدم على الشمس فهو غربها وهي شرقه.
وبهذا يتضح وجه الإشكال في تحديد عيد الفطر بيوم السبت لعام 1425هـ حيث إن الشهادة بالرؤية لم تنفك عما يكذبها. وبناء على هذا فقد كان من بعض الإخوة توجه في الفتوى بوجوب قضاء صوم يوم السبت لاعتباره مكملاً لشهر رمضان لولا ما روي عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "الصوم يوم يصوم الناس والفطر يوم يفطرون" أو كما قال –صلى الله عليه وسلم-.
وقريب من هذا الإشكال حصل إشكال مثله في تحديد يومي عرفة وعيد الأضحى لعام 1425هـ وأوجد ذلك ارتباكاً وإشكالات وخسائر مادية تتعلق بمواعيد سفر الحجاج وتفويجاتهم وترتيب تنقلهم بين مشاعر الحج، وسبَّب ذلك كله الموقف السلبي من القضايا العلمية في علم الفلك.
الوقفة السابعة:
مع القول بعضهم إن علماء الفلك مختلفون فيما بينهم في إمكان الرؤية وفي تحديد أول الشهر وآخره، وهذا يعني أن النتائج الفلكية ظنية وما دامت ظنية والرؤية ظنية وقد اعتبر الشارع الرؤية وأمرنا باعتمادها فلا حاجة لنا بالفلك وعلومه والحال أن الحالين مستويتان في الخبر الظني.
والإجابة على هذا الإيراد تقتضي التمهيد لها بتعريف الاقتران والولادة وإمكان الرؤية.
وفيما يلي تعريفاتها:
الاقتران: هو اجتماع الشمس والقمر في خط طولي واحد، بحيث لا ينعكس ضوء الشمس على القمر ولا على جزء منه.
الولادة: هي انفصال القمر عن الشمس بحيث تكون الشمس أمامه من جهة الغرب، والقمر خلفها من جهة الشرق، فيظهر بالولادة نور الشمس على جزء من القمر.
إمكان الرؤية: هو حصولها بالقدرة البصرية على رؤية الهلال بعد ولادته.
وقد أجمع علماء الفلك على أن ولادة الهلال تتم في وقت محدد بالدقيقة إن لم يكن بالثانية، وأن علماء الفلك قاطبة لا يختلفون في ذلك التحديد إلا إذا اختلف علماء الرياضيات في نتيجة جمع عشرين مع خمسة عشر أو نحو ذلك من النتائج القطعية.
وإنما الاختلاف بين الفلكيين في مسألة إمكان رؤية الهلال بعد اتفاقهم وإجماعهم على تحديد وقت ولادته، فبعضهم يقول بولادته قبل غروب الشمس. ولكن لا يمكن رؤيته إلا إذا كان على زاوية أفقية محددة بدرجة معينة وعلى ارتفاع درجات محددة أيضاً بعدد كخمس درجات أو ست أو أقل من ذلك أو أكثر، فهذه المسألة محل اختلاف بينهم مع اتفاقهم جميعاً على تحديد وقت الولادة. وهذا الاختلاف هو الذي أوجد خلطاً بين علماء الشريعة وفقهائها قديماً وحديثاً فلم يفرقوا بين الولادة وبين إمكان
الرؤية من عدمه؛ فظنوا أن الاختلاف في إمكان الرؤية هو اختلاف في تحديد الولادة والذي ندين الله به جمعاً بين النصوص الشرعية والنتائج القطعية للفلك أن الرؤية تثبت بالشهادة بها بعد الولادة وأن دخول الشهر أو خروجه يجب أن ينحصر إثباته بالرؤية بعد الولادة، ولو قال الفلكيون بولادة الهلال قبل غروب الشمس ولم يُرَ الهلال فلا يجوز الأخذ بالإثبات الفلكي وحده، بل يجب أن تنضم إليه الشهادة بالرؤية.
كما لا يجوز تقييد رؤية الهلال بعد ولادته بإمكان الرؤية وتقييد الإمكان بزاوية معينة أو درجة معينة، فمتى ولد الهلال وجاءت الشهادة بالرؤية تعين اعتبار الشهادة بالرؤية من غير اعتبارٍ للإمكان، وأما إذا غربت الشمس قبل الولادة وجاء من يشهد برؤية الهلال بعد غروب الشمس فيجب رد هذه الرؤية، حيث إن رؤية الهلال منتفية قطعاً في هذه الحال، وعليه فيجب اعتبار الحساب الفلكي في حال النفي دون حال الإثبات.
ولمزيد من توضيح معنى أن الحساب الفلكي يجب أن يُستند عليه في النفي دون الإثبات نذكر الحالات الآتية والحكم على كل حال منها:
الحال الأولى: أن يولد الهلال قبل غروب الشمس، ويأتي من يشهد برؤيته بعد غروب الشمس، فهذه الشهادة بالرؤية معتبرة ويثبت بها بعد تعديلها دخول الشهر إن كان شهر رمضان فيكفي لها شاهد عدل وإن كان شهراً غير شهر رمضان فيجب أن تكون الشهادة بالرؤية من شاهدي عدل فأكثر وفي هذه الحال فقد اتفق النظر الشرعي مع الواقع الفلكي على إثبات دخول الشهر.
الحال الثانية: أن يولد الهلال بعد غروب الشمس ولم يتقدم أحد بدعوى الشهادة برؤية الهلال بعد غروب الشمس ففي هذه الحال اتفق النظر الشرعي مع الواقع الفلكي على نفي الرؤية واعتبار هذه الليلة ليلة آخر يوم من الشهر الحالي.
الحال الثالثة: أن يولد الهلال قبل غروب الشمس، ولكن لم يتقدم أي شاهد برؤيته الهلال، فهذه الحال اختلف النظر الشرعي مع الواقع الفلكي حيث إن الواقع الفلكي يثبت دخول الشهر والنظر الشرعي ينفي ذلك، حيث لم يشهد أحد برؤية الهلال ففي هذه الحال يجب علينا الأخذ بالنظر الشرعي في نفي دخول الشهر استجابة للنصوص الشرعية من كتاب الله تعالى وسنة رسوله –صلى الله عليه وسلم- "فمن شهد منكم الشهر فليصمه".
"صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته". كما يجب علينا عدم الأخذ بالثبوت الفلكي لانحصار الإثبات الشرعي في الرؤية فقط بعد الولادة.
الحال الرابعة: أن يولد الهلال بعد غروب الشمس ويأتي من يشهد برؤية الهلال بعد غروب الشمس فهذه الحال اختلف الواقع الفلكي مع دعوى الرؤية قبل الولادة حيث إن دعوى الرؤية تقول بدخول الشهر والواقع الفلكي ينفي دخول الشهر، ففي هذه الحال يجب الأخذ بالواقع الفلكي حيث إن الهلال لم يولد إلا بعد غروب الشمس فكيف يُرى بعد غروبها والحال أن الشمس غربت قبل ولادته، فالهلال متقدم عليها نحو الغرب وهي متخلفة عنه نحو الشرق فالرؤية التي تقدم بها أصحابها شهادة ومن شروط قبول الشهادة أن تنفك عما يكذبها وهذه الشهادة لم تنفك عما يكذبها، حيث إن ما يكذبها ملازم لها فيجب رد هذه الشهادة مهما كان الشاهد بها ومهما تعدد شهودها، وهذا معنى قولنا يجب الأخذ بالحساب الفلكي فيما يتعلق بالنفي دون الإثبات.
وهناك إيراد آخر ملخصه أن علماء الفلك قاطبة مجمعون على أن ولادة الهلال لها وقت محدد بلحظة واحدة، ومع ذلك يوجد خلاف بينهم في تحديد أول كل شهر والمثال على ذلك اختلاف العجيري -وهو أحد علماء الفلك- مع تقويم أم القرى في تحديد أول شهر رمضان عام 1421هـ، والسؤال عن وجه هذا الاختلاف والحال أن علماء الفلك مجمعون على تحديد ولادة هلال كل شهر بلحظة معينة.
والجواب عن هذا الإشكال أن غالب علماء الفلك من مسلمين وغير مسلمين أخذوا بتوقيت جرينتش، واتفقوا على الأخذ بنتيجة مقتضاه.
فإن وُلد الهلال قبل الثانية عشرة مساءً بتوقيت جرينتش فالليلة ليلة أول يوم من الشهر. وإن ولد بعد الثانية عشرة مساءً فالليلة آخر يوم من الشهر. والأستاذ العجيري أحد هؤلاء العلماء الذين يأخذون بتوقيت جرينتش وباعتبار هذا الاصطلاح المذكور في أول الشهر وآخره.
وأما لجنة تقويم أم القرى فهي تأخذ بقرار مجلس الوزراء السعودي رقم (143) وتاريخ 22/8/1418هـ المقتضي الأخذَ بغروب الشمس في مكة المكرمة، فإن كان غروبها قبل ولادة الهلال فتعتبر هذه الليلة ليلة آخر يوم من الشهر، وإن كان غروبها بعد ولادة الهلال فتعتبر هذه الليلة أول يوم من الشهر، ومستند هذا القول هو النص الشرعي في اعتبار دخول الشهر وخروجه الرؤية الشرعية المعتمدة على الشهادة الصحيحة برؤية الهلال بعد غروب الشمس وبهذا يظهر وجه الاختلاف والجواب عنه، وأن هذا الاختلاف ليس اختلافاً في وقت ولادة الهلال وإنما هو اختلاف في الاصطلاح.
ومثل ما وقع في شهر رمضان عام 1421هـ من الاختلاف في تحديد أول الشهر بين تقويم أم القرى المعتمد على الفلك في تحديد الولادة، وبين مجموعة من علماء الفلك المعتمدين على الفلك أيضاً في تحديد الولادة وهو اختلاف في الاصطلاح لا في التحديد مثل ما وقع في ذلك العام سيقع في تحديد أول شهر شعبان 1426هـ.
فتقويم أم القرى يحدد أول يوم من شهر شعبان بيوم الاثنين الموافق 5/9/2005م لكون شمس يوم السبت غربت قبل ولادة الهلال بأكثر من ثلاث ساعات.
والقائلون باعتبار توقيت جرينتش يقولون بأن أول شهر شعبان هو يوم الأحد 4/9/2005م لأن ولادة الهلال تمت قبل الساعة الثانية عشرة بتوقيت جرينتش، وذلك مساء يوم السبت الساعة السادسة وست وأربعون دقيقة بتوقيت جرينتش.
فلو فرضنا أن الهلال ولد بعد غروب الشمس من مكة المكرمة الساعة الحادية عشرة مساء بتوقيت المملكة، والساعة الثامنة مساء بتوقيت جرينتش فعلى حساب الأستاذ العجيري ومن أخذ بهذا الاصطلاح تكون هذه الليلة هي ليلة أول يوم من الشهر، وعلى حساب تقويم أم القرى تكون هذه الليلة هي ليلة آخر يوم من الشهر. ولا شك أن حساب تقويم أم القرى هو الحق المتفق مع المقتضى الشرعي؛ لأن العبرة في دخول الشهر وخروجه بغروب الشمس آخر الشهر قبل غروب القمر، فإن غربت الشمس قبل غروب القمر كانت الليلة ليلة أول يوم من الشهر، وإن غرب القمر قبل الشمس كانت الليلة آخر الشهر، ولا عبرة بولادة الهلال بعد غروب الشمس، سواءً أكان ذلك أول الليلة أو آخرها. وهذا هو المقتضى الشرعي المستند على قوله –صلى الله عليه وسلم-: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" ولما روي عن أبي هريرة –رضي الله عنه- موقوفاً: "إنما الشهر تسع وعشرون فلا تصوموا حتى تروه ولا تفطروا حتى تروه".
والحمد لله الذي هدانا لهذا فقد صار للجهة المختصة عندنا في إثبات دخول شهر رمضان وخروجه ومزيد من التأني والتحري والاستئناس بتقويم أم القرى. ونأمل أن تتلوها مرحلة الاعتراف بولادة الهلال حتى تنتفي عنا وعن بلادنا وعن ولاة أمورنا سمعة القيل والقال والهمز واللمز والوصف بالتخلف وضيق الأفق.
الوقفة الثامنة:
مع مدعي رؤية الهلال قبل ولادته.
يمكن تعليل رؤية الهلال قبل ولادته ممن يدعيها بما يلي:
(1) يحتمل أن يكون المرئي نجماً أو كوكباً قريباً من الشمس في حجم نقطة تُظن هلالاً. ويذكر لنا أن أخوين من جماعتنا من (الهدلق) في عهد قضاء الشيخ علي بن عيسى –رحمه الله- تقدم إلى فضيلته بالشهادة برؤية هلال شوال، وحينما ناقشهما –رحمه الله- عن الهلال وصفته وظهر له من ذلك عدم دقتهما في الوصف والرؤية، قال: لعلكما رأيتما نجمةً فقالاً نعم لعلها نجمة فسميت نجمة الهدلق.
(2) يحتمل أن تكون الرؤية لطائرة أو مركبة فضائية أو قمرٍ صناعي.
(3) يحتمل أن تكون حالة جوية كعاصفة أو سحابة أو سراب.
(4) يحتمل أن تكون حالة نفسية، حيث إن المتحري يُخيَّل إليه شيء فيعتقده حقيقة.
(5) يحتمل الكذب في ذلك وهذا أبعد الاحتمالات إلا أنه قد يقع. وهناك احتمال آخر يتعلق بحالةٍ للهلال في شهر واحد من شهور العام، حيث يُرى الهلال قبل ولادته إلا أن هذه الرؤية ليست رؤية حقيقية للهلال وإنما هي رؤية لانعكاسه في الأفق خلف الشمس والحال أنه أمام الشمس لم يولد بعدُ، وهذه الحال قد يحتج بها على مخالفة القول بأن ولادة الهلال قطعية.
وبتفسير هذه الحالة يظهر الرد على القول بالمخالفة وتأكيد القول بقطيعة الولادة وعليه فتفسير هذه الحال ما يلي:
من المعلوم للجميع بالمشاهدة أن الهلال يكون ناقص الاستدارة ومقوساً حتى ليلة تمام القمر يوم خمسة عشر، وفي ليالي هذه الأيام أي في النصف الأول من الشهر يكون نقص الاستدارة –فتحة القوس- من الشرق وتكون استدارة القوس من الغرب وذلك بهذا الشكل:
فلقد كان مني المساهمة في تنوير إخواني المسلمين في بلادي خاصة وفي البلدان الإسلامية عامة بمواعيد ولادة أهلة الشهور القمرية القريبة من شهر رمضان المبارك –رجب، وشعبان، وشوال- خدمة لتحديد دخول شهر رمضان وخروجه، ونشر ذلك في بعض الوسائل الإعلامية، وكان لهذه المساهمة أثرها في مضاعفة الجهد في التحري والتحقيق في إثبات رؤية هلال رمضان وهلال شوال.
حيث مضى لنا أكثر من خمس سنوات أخذت فيها الجهة المختصة بإثبات دخول الشهر وخروجه بتضييق دائرة الإشكال في الإثبات مما كان له الأثر في المزيد من التحري في صحة الفتوى بدخول شهر رمضان وخروجه. بالرغم من تضايق تلك الجهة بتلك المساهمة.
(انظر: العدد 27 من مجلة البحوث الإسلامية: ص: 91 –118).
ومع ذلك فقد عذرتهم لشعورهم الصادق بمسئوليتهم، ووجوب بذلهم الجهد في تحقيق مقتضاها. فضلاً عما لرئيسها من مكانة خاصة في نفسي، ولكن ما كل مجتهد مصيب، والبحث عن الحق يقتضي البعد عن التعصب كما يقتضي احترام آراء الآخرين واتهام الإنسان لرأيه طالما أن الرأي مبني على الاجتهاد والتحري. وإيماناً مني بجدوى هذه المساهمة التبصيرية وأثرها في الأخذ بالقيود والضوابط ومضاعفة التحقق والتحري في قبول شهادات رؤية هلال شهر رمضان وهلال شهر شوال لا سيما إذا كانت الحقائق العلمية تؤكد أن ولادة الهلال ستكون بعد غروب شمس اليوم الذي ادعيت فيه الرؤية.
إيماناً مني بذلك فسأختم هذا البحث ببيان مواعيد ولادة أهلة الشهور –رجب وشعبان ورمضان وشوال وذي الحجة- وبدء أوائل هذه الشهور الخمسة، وكذلك بيان الفوارق الزمنية بين غروب الشمس وغروب القمر لهذه الشهور.
وقبل ذلك فلي في هذا البحث عدة وقفات أوردها فيما يلي:
الوقفة الأولى:
مع العتب على هذا الاتجاه مني ومن بعض إخواني الذين شعروا بواجبهم نحو التعاون مع إخوانهم جهات مثبتي أوائل الشهور القمرية بما في ذلك شهر رمضان وشهر شوال وشهر ذي الحجة.
العتب على هذا الاتجاه علينا بتدخلنا فيما لا يعنينا وبجهلنا فيما تدخلنا فيه وذلك بما سمعنا وقرأنا عن تلك الجهة.
هذا العتب في غير محله، لا سيما وقد صدر ممن هم أهل للتقوى والصلاح والإمامة والبحث عن الحقيقة الشرعية والتمسك بها بعد حصولها نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحداً، والرسول –صلى الله عليه وسلم- أمر المسلمين عامة بالنصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم، فحينما يكون منا هذا الإسهام في التوضيح والبيان فنحن نتعاون مع ولاة أمورنا ومنهم الجهة المختصة بالإثبات وذلك فيما نراه محققاً للصواب لا سيما ونحن نرى أن الأمر منهم يحتاج إلى مزيد من التحري والتحقيق والاستفادة من التطور العلمي والتقنية الحديثة، كما يحتاج إلى صيانة سمعة بلادنا وقادتها من القيل والقال والهمز واللمز، وقد كانت مساهمتنا في هذا السبيل مصدر ارتياح وتقدير من أهل العلم والفكر والنظر داخل بلادنا وخارجها –والحمد لله رب العالمين-.
الوقفة الثانية:
مع القول بأن الأخذ بالحساب مطلقاً منافٍ للنصوص الشرعية من كتاب الله –تعالى- ومن سنة رسوله –صلى الله عليه وسلم-.
هذا القول فيه حق وباطل. أما الحق فصحيح إن القول بالأخذ بالحساب الفلكي في إثبات دخول الشهر وخروجه دون النظر إلى الرؤية الشرعية للهلال في الإثبات، هذا القول يظهر لنا بطلانه ومنافاته للنصوص الشرعية من كتاب الله تعالى ومن سنة رسوله محمد –صلى الله عليه وسلم- إذ لا شك أن علماء الأمة الإسلامية -إلا من شذ- مجمعون على أن دخول شهر رمضان وخروجه لا يتم إلا برؤية الهلال لا بالحساب الفلكي، قال الله تعالى: "فمن شهد منكم الشهر فليصمه" وقال –صلى الله عليه وسلم-: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته..". الحديث.
وأما الباطل من هذا القول فهو الأخذ بشهادة من يدعي الرؤية –بعد إجراءات تعديله- وذلك قبل ولادة الهلال إذ هي شهادة لم تنفك عما يكذبها، إذ كيف يُرى الهلال متخلفاً عن الشمس بحيث تغيب قبل غيابه والحال أنه لم يولد بعدّ، فهو لا يزال متقدماً على الشمس فهو غربها وهي شرقه، فهي شهادة باطلة لا يجوز سماعها فضلاً عن قبولها، فنحن حينما نقول بالأخذ بالحساب الفلكي نحصر هذا القول في النفي دون الإثبات، فإذا قال علماء الفلك بأن الهلال لا يولد إلا بعد غروب الشمس وجاء من يشهد برؤيته بعد غروب الشمس والحال أنه لم يولد فهذه الشهادة غير صحيحة وباطلة، وإن كانت من جملة شهود عدول.
فهذا وجه الأخذ بالحساب فيما يتعلق بالنفي.
أما إذا كان الهلال مولوداً قبل غروب الشمس ولم يتقدم بالشهادة على رؤيته شاهد أو أكثر فلا يظهر لنا جواز إثبات دخول الشهر بالحساب والحال أنه لم يتقدم شاهد برؤيته. وقد أحسن مجلس القضاء الأعلى في قراره عدم ثبوت دخول شهر رمضان يوم الأحد الموافق 26/10/2003م فقد كانت ولادة الهلال حاصلة قبل غروب شمس يوم السبت الموافق 29/8/1424هـ إلا أن الهلال لم ير ذلك اليوم بعد غروب الشمس في بلادنا السعودية، فأصدر المجلس قراراً بأن يوم الاثنين هو يوم الثلاثين من شهر شعبان لعام
1424هـ.
وهذا التصرف من المجلس عين الحق، حيث إن المعتمد في الإثبات الرؤية فقط دون الحساب.
والقول برد شهادة من يشهد برؤية الهلال بعد غروب الشمس والحال أن الشمس غربت قبل ولادة الهلال قول صحيح لا يتنافى مع النصوص الشرعية من كتاب الله تعالى ولا من سنة رسوله –محمد صلى الله عليه وسلم- ذلك أن الشهادة معتبرة إذا سلمت عما يؤثر على اعتمادها وقبولها، ومعلوم أن للشهادة موانع قبول واعتماد ومن أهم موانع قبول الشهادة ألا تنفك عما يكذبها ولا شك أن غروب الشمس قبل ولادة الهلال يُعَدُّ أقوى مانع لرد شهادة من يشهد برؤية الهلال بعد غروب الشمس والحال أنها غربت قبل الولادة. فنحن بهذا لم نرد قول الله تعالى: "فمن شهد منك الشهر فليصمه" ولا قول رسولنا –محمد صلى الله عليه وسلم-: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" وإنما رفضنا شهادة باطلة ممن شهد بشهادة لم تنفك عما يكذبها، فالشاهد هو الواهم أو الكاذب في شهادته. فليس في الأمر رؤية صحيحة للهلال حتى يقال بمصادمة رد هذه الشهادة للنصوص الشرعية فالهلال لم يولد بعدُ. وبهذا يتضح الأمر بأن الأخذ بالحساب فيما يتعلق بالنفي ليس فيه مصادمة لكتاب الله ولا لسنة رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-.
الوقفة الثالثة:
مع قول بعضهم في معرض الرد على القول بالأخذ بمقتضى ولادة الهلال ما نصه: ما الذي نجنيه من الكتابة عن الصيام وتكذيب شهود رؤية الهلال لأن الحساب قد دلنا على أن الشهر لن يهل أو أنه لم يولد؟ هل عندنا بذلك أثارة من علم ممن لا يرد قوله. إلى آخر ما قاله. انظر العدد 27 من مجلة البحوث الإسلامية ص91-118.
أتمنى من قائل هذا القول أن يتهم رأيه وعلمه، فرحم الله امرأ عرف قدر نفسه فيما يتكلم فيه. فعلم الفلك علم له قواعده وأصوله ونتائجه وله علماؤه المختصون به وعلى نظرياته الدقيقة تبنى أدق التطبيقات العلمية في عالم الفضاء والكون ومعرفة أوقات الكسوف والخسوف ابتداءً وانتهاءً، وليس الأمر في ذلك محصوراً في أثارة من علم تنتظر ممن لا يرد قوله، فالأمر في ذلك قطعي لا يحتاج إلى أثارة من علم.
ومن المسائل الفلكية التي لا تقبل جدلاً من أهل الدراية والنظر والاختصاص مسألة ولادة الهلال، فهي مسألة قطعية لا يختلف فيها ولا في تحديد وقتها بالدقيقة -لا بل بالثانية- أحد من علماء الفلك من مسلمين وغير مسلمين ولا يشك في قطعيتها منهم قاطبة إلا من يشك في نتيجة جمع الخمسة مع الثمانية أو ضرب الستة في الأربعة أو طرح الثلاثة من التسعة أو قسمة الثمانية على الاثنين.
وإذا كان المنازع لا يزال في منازعته في أن ولادة الهلال ظنية لا قطعية فعلية أن يأتي بقول واحد من علماء الفلك يقول بظنية الولادة لا قطعيتها. أما أن تُحشر لنا نصوص من أقوال فقهائنا من المذاهب الأربعة فهم علماء شريعة وليسوا علماء فلك. فهل يصح أن ننتقد مسألة طبية في الجراحة مثلاً أو مسألة هندسية من النظريات الهندسية، ثم نأتي بأقوال الفقهاء على انتقاد هذه المسائل العلمية من طب أو هندسة أو فلك أو نحو ذلك؟ لا شك أن لكل جانب علمي علماءه المختصين به، وأما غيرهم ممن ليسوا من أهل هذا العلم فيعتبرون عواماً عليه.
الوقفة الرابعة:
مع الاحتجاج لرد العمل بالحساب بقوله –صلى الله عليه وسلم-: "إنا أمة أمية لا نحسب ولا نكتب" إلى آخر الحديث، وتوجيه الاحتجاج لذلك أن وصف أمة الإسلام بالأمية وصف مدح لا وصف ذم. هذا القول بالرغم من صدوره ممن هو في مستوى رفيع من العلم ودقة النظر وعمق التفكير وإمام من أئمتنا ورموز ثوابتنا، هذا القول فيه نظر، فرسول الله –صلى الله عليه وسلم- وصف هذه الأمة بواقعها في عهده فليس الغرض من وصفها بالأمية مدحها أو ذمها وإنما الغرض من ذلك تقرير أن الأمة لا تكلف بما لا تستطيع "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها"، "ما جعل عليكم في الدين من حرج" ولكن بعد أن تيسر لهذه الأمة الدخول في ميادين العلم ومن ذلك علم الفلك فقد زالت عن هذه الأمة الأمية فصارت تحسب وتكتب وتعلم وتقرأ وتخترع وتدرك ما أدركه الآخرون من آيات الله وعجائب مخلوقاته وأسرار مكنوناته ودقائق صنعه وإتقان إبداعه. وبزوال هذه الأمية يقوم التكليف وتسقط الأعذار ويتعين الأخذ بالأسباب ونتائج المعرفة وطرح التعلل بالجهل بعد زواله وحلول العلم محله.
الوقفة الخامسة:
مع حاشية لبحث لبعض إخواننا نشر في مجلة البحوث الإسلامية (العدد 27) من أنه اطلع على أكثر من عشرة كتب فلكية، وليس في واحد منها ما يشير إلى قطعية الحساب.
ونحن نتساءل هل في هذه الكتب ما ينفي قطعية الحساب؟ وإذا كان كذلك فليت الباحث أتى بنصوص من هذه الكتب تدل على ما ذكره، وبشرط أن تكون هذه الكتب من أهل الاختصاص في الفلك.
وقد جاء في هذه الحاشية ذكر قرار مؤتمر الكويت عام 1409هـ وهو قرار لا يتفق مع موضوع البحث المنشور في هذه المجلة فهو قرار يؤيد القول باعتبار الحساب الفلكي في حال النفي وقد جاء في القرار الفقرة (1) النص على ذلك وأن هذا القول هو قول عدد من فقهاء المسلمين كابن تيمية والقرافي وابن القيم وابن رشد. وفي الفقرة الثالثة من القرار ما يدل على أن الإثبات يجب أن يعتمد على الشهادة.
وللشيخ أحمد شاكر أحد علماء مصر والمختصين في علم الحديث ورجاله –رحمه الله- له رسالة بعنوان (أوائل الشهور العربية هل يجوز شرعاً إثباتها بالحساب الفلكي) وقد ذكر في رسالته ما نصه: "لقد كان للأستاذ الأكبر الشيخ المراغي منذ أكثر من عشر سنين حين كان رئيس المحكمة العليا الشرعية رأي في رد شهادة الشهود إذا كان الحساب يقطع بعدم إمكان الرؤية كالرأي الذي نقلته هنا عن تقي الدين السبكي. وأثار رأيه هذا جدلاً شديداً وكان والدي وكنت أنا وبعض إخواني ممن خالف الأستاذ الأكبر في رأيه، ولكني أصرح الآن بأنه كان على صواب وأزيد عليه وجوب إثبات الأهلة بالحساب في كل الأحوال إلا لمن استعصى عليه العلم به. وما كان قولي هذا بدعا من الأقوال أن يختلف الحكم باختلاف أحوال المكلفين فإن هذا في الشريعة كثير يعرفه أهل العلم وغيرهم" ا.هـ.
(ص: 15 من رسالة نشر مكتبة ابن تيمية لطباعة ونشر الكتب السلفية).
ما ذكره فضيلة الشيخ أحمد شاكر وما جاء في قرار مؤتمر الكويت عام 1409هـ يتضح منه أن القول باعتبار الحساب الفلكي في حال النفي ورد الشهادة برؤية الهلال قبل ولادته قول مجموعة من علماء المسلمين قديماً وحديثاً، ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والقرافي وابن رشد والسبكي والمراغي وأحمد شاكر والشيخ مصطفى الزرقاء –رحمهم الله- وغيرهم.
الوقفة السادسة:
هذه الوقفة مختصة بحوار قصير مع الجهة المختصة بإثبات الأهلة في بلادنا، فهذه الجهة جهة علمية مشهود لرئيسها وأعضائها بالنصح الخالص للبلاد وأهلها خاصة وللمسلمين عامة وهم أهل لذلك من حيث التقوى والصلاح وبذل الجهد في استبراء الذمة مع ما يتمتعون به من كفاءة شرعية تؤهلهم لممارسة اختصاصهم.
وهم يدركون ما قاله مجموعة من فقهاء المسلمين ومحققيهم قديماً وحديثاً من أن الفتوى تتغير بتغير الأحوال والأزمان والأمكنة والظروف بشرط أن لا يكون هذا التغير مصادماً لنص شرعي أو أصل من أصول الدين. فعلوم التقنية بمختلف أجناسها وأنواعها قد تطورت تطوراً خدم البشرية خدمة أثرت على أنماط حياتها ونقلتها من عالم محدود الإدراك والتفكير والتحرك إلى عالم يسابق زمنه في الإبداع والعطاء والقدرة على الانتفاع بعوامل الانفتاح الفكري والنظري والتطبيقي. أفلا يجد إخواننا أن واجب عملهم واختصاصهم بإثبات الرؤية يقتضي الأخذ بكل جديد يساعدهم على الدقة في تحقيق ما اختصوا به؟
ومن ذلك إعادتهم النظر في آرائهم السلبية نحو النتائج الفلكية لا سيما وهم في علوم الفلك في صفٍ لا يؤهلهم لهذا الموقف السلبي نحو النتائج الفلكية فلو عملوا على عقد مؤتمر دولي يدعى إليه علماء فلكيون من أجناس فلكية مختلفة ويحضر معهم علماء شرعيون من بلدان إسلامية مختلفة يُبحث في هذا المؤتمر موضوع الاقتران والولادة وإمكان الرؤية وهل النتائج الفلكية في علم هذه المسائل قطعية أو ظنية؟ وهل في ذلك خلاف بين علماء الفلك؟ حتى لا يكون منا رد لقضايا قطعية نقول عنها على سبيل التشكيك والارتياب بل الإنكار: هل لدى أحد أثارة من علم بها ممن لا يرد قوله؟!
فإنكارنا النتائج العلمية القطعية مما هو محل إجماع علماء الاختصاص إنكارنا ذلك يرجع علينا بالنقص والزراية وضيق الأفق والنظر وسوء السمعة وقد سمعنا الكثير من ذلك وتألمنا مما سمعنا. والله حسبنا ونعم الحسيب.
ومن آثار هذا الموقف السلبي من إخوتنا وعدم تسليمهم بنظريات ونتائج علم الفلك ومنها الإجماع من علماء الفلك على تحديد وقت ولادة الهلال.
من آثار ذلك ما حصل من الإشكال في تحديد يوم عيد الفطر لعام 1425هـ، وفي تحديد يوم عرفة، ويوم عيد الأضحى للعام نفسه 1425هـ توضيح ذلك ما يلي:
صورة الواقع:
1- ولادة هلال شهر شوال الساعة الخامسة وثمان وعشرون دقيقة من مساء يوم الجمعة 29/9/1425هـ وذلك بتوقيت مكة المكرمة.
2- غروب شمس يوم الجمعة 29/9/1425هـ الساعة الخامسة وأربعون دقيقة بتوقيت مكة المكرمة.
3- مكث الهلال بعد غروب الشمس ثلاثون ثانية أي نصف دقيقة فقط.
4- غروب شمس يوم الجمعة 29/9/1425هـ عن أقصى نقطة في نجد من الجهة الغربية الساعة الخامسة وثلاث وعشرون دقيقة، أي قبل ولادة الهلال بخمس دقائق –انظر وقت غروب الشمس في حائل-
5- لم يكن من شهود رؤية الهلال ليلة السبت 30/9/1425هـ أحد من المنطقة الغربية- مكة، الطائف، جدة، المدينة، تبوك، العلا، أبها، جازان- حيث إن الهلال ولد بتوقيت المنطقة الغربية قبل غروب الشمس عن أبعد نقطة فيها من الجهة الغربية بما لا يزيد عن خمس شعرة دقيقة.
6- جميع منطقة نجد من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها غربت الشمس عنها قبل ولادة الهلال.
7- الشهود الذين أثبت دخول شهر شوال بشهادتهم بيوم السبت كلهم من نجد ورؤيتهم في سماء نجد فهي رؤية واهمة غير صحيحة، حيث إن الهلال لم يولد قبل غروب الشمس عنهم.
من هذا التصوير يتضح ما يلي:
أ- ليس بين ولادة الهلال وغروب الشمس بعدها في المنطقة الغربية إلا دقائق لا تزيد عن خمس عشرة دقيقة، وهذا يعني أن غروب الشمس قبل الهلال لا تزيد مدته عن نصف دقيقة، فإمكان الرؤية بعيد إن لم يكن متعذراً.
ب- بالتسليم بإمكان الرؤية مطلقاً إذا كان الهلال مولوداً قبل غروب الشمس فلم يتقدم بالشهادة برؤيته مساء يوم الجمعة بعد غروب شمسها أحد من أهل هذه المنطقة –المنطقة الغربية-
ج- الذين شهدوا بالرؤية كلهم في نجد، وشمس نجد يوم الجمعة غربت قبل ولادة الهلال فكيف يرى الهلال قبل ولادته حيث إنه متقدم على الشمس فهو غربها وهي شرقه.
وبهذا يتضح وجه الإشكال في تحديد عيد الفطر بيوم السبت لعام 1425هـ حيث إن الشهادة بالرؤية لم تنفك عما يكذبها. وبناء على هذا فقد كان من بعض الإخوة توجه في الفتوى بوجوب قضاء صوم يوم السبت لاعتباره مكملاً لشهر رمضان لولا ما روي عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "الصوم يوم يصوم الناس والفطر يوم يفطرون" أو كما قال –صلى الله عليه وسلم-.
وقريب من هذا الإشكال حصل إشكال مثله في تحديد يومي عرفة وعيد الأضحى لعام 1425هـ وأوجد ذلك ارتباكاً وإشكالات وخسائر مادية تتعلق بمواعيد سفر الحجاج وتفويجاتهم وترتيب تنقلهم بين مشاعر الحج، وسبَّب ذلك كله الموقف السلبي من القضايا العلمية في علم الفلك.
الوقفة السابعة:
مع القول بعضهم إن علماء الفلك مختلفون فيما بينهم في إمكان الرؤية وفي تحديد أول الشهر وآخره، وهذا يعني أن النتائج الفلكية ظنية وما دامت ظنية والرؤية ظنية وقد اعتبر الشارع الرؤية وأمرنا باعتمادها فلا حاجة لنا بالفلك وعلومه والحال أن الحالين مستويتان في الخبر الظني.
والإجابة على هذا الإيراد تقتضي التمهيد لها بتعريف الاقتران والولادة وإمكان الرؤية.
وفيما يلي تعريفاتها:
الاقتران: هو اجتماع الشمس والقمر في خط طولي واحد، بحيث لا ينعكس ضوء الشمس على القمر ولا على جزء منه.
الولادة: هي انفصال القمر عن الشمس بحيث تكون الشمس أمامه من جهة الغرب، والقمر خلفها من جهة الشرق، فيظهر بالولادة نور الشمس على جزء من القمر.
إمكان الرؤية: هو حصولها بالقدرة البصرية على رؤية الهلال بعد ولادته.
وقد أجمع علماء الفلك على أن ولادة الهلال تتم في وقت محدد بالدقيقة إن لم يكن بالثانية، وأن علماء الفلك قاطبة لا يختلفون في ذلك التحديد إلا إذا اختلف علماء الرياضيات في نتيجة جمع عشرين مع خمسة عشر أو نحو ذلك من النتائج القطعية.
وإنما الاختلاف بين الفلكيين في مسألة إمكان رؤية الهلال بعد اتفاقهم وإجماعهم على تحديد وقت ولادته، فبعضهم يقول بولادته قبل غروب الشمس. ولكن لا يمكن رؤيته إلا إذا كان على زاوية أفقية محددة بدرجة معينة وعلى ارتفاع درجات محددة أيضاً بعدد كخمس درجات أو ست أو أقل من ذلك أو أكثر، فهذه المسألة محل اختلاف بينهم مع اتفاقهم جميعاً على تحديد وقت الولادة. وهذا الاختلاف هو الذي أوجد خلطاً بين علماء الشريعة وفقهائها قديماً وحديثاً فلم يفرقوا بين الولادة وبين إمكان
الرؤية من عدمه؛ فظنوا أن الاختلاف في إمكان الرؤية هو اختلاف في تحديد الولادة والذي ندين الله به جمعاً بين النصوص الشرعية والنتائج القطعية للفلك أن الرؤية تثبت بالشهادة بها بعد الولادة وأن دخول الشهر أو خروجه يجب أن ينحصر إثباته بالرؤية بعد الولادة، ولو قال الفلكيون بولادة الهلال قبل غروب الشمس ولم يُرَ الهلال فلا يجوز الأخذ بالإثبات الفلكي وحده، بل يجب أن تنضم إليه الشهادة بالرؤية.
كما لا يجوز تقييد رؤية الهلال بعد ولادته بإمكان الرؤية وتقييد الإمكان بزاوية معينة أو درجة معينة، فمتى ولد الهلال وجاءت الشهادة بالرؤية تعين اعتبار الشهادة بالرؤية من غير اعتبارٍ للإمكان، وأما إذا غربت الشمس قبل الولادة وجاء من يشهد برؤية الهلال بعد غروب الشمس فيجب رد هذه الرؤية، حيث إن رؤية الهلال منتفية قطعاً في هذه الحال، وعليه فيجب اعتبار الحساب الفلكي في حال النفي دون حال الإثبات.
ولمزيد من توضيح معنى أن الحساب الفلكي يجب أن يُستند عليه في النفي دون الإثبات نذكر الحالات الآتية والحكم على كل حال منها:
الحال الأولى: أن يولد الهلال قبل غروب الشمس، ويأتي من يشهد برؤيته بعد غروب الشمس، فهذه الشهادة بالرؤية معتبرة ويثبت بها بعد تعديلها دخول الشهر إن كان شهر رمضان فيكفي لها شاهد عدل وإن كان شهراً غير شهر رمضان فيجب أن تكون الشهادة بالرؤية من شاهدي عدل فأكثر وفي هذه الحال فقد اتفق النظر الشرعي مع الواقع الفلكي على إثبات دخول الشهر.
الحال الثانية: أن يولد الهلال بعد غروب الشمس ولم يتقدم أحد بدعوى الشهادة برؤية الهلال بعد غروب الشمس ففي هذه الحال اتفق النظر الشرعي مع الواقع الفلكي على نفي الرؤية واعتبار هذه الليلة ليلة آخر يوم من الشهر الحالي.
الحال الثالثة: أن يولد الهلال قبل غروب الشمس، ولكن لم يتقدم أي شاهد برؤيته الهلال، فهذه الحال اختلف النظر الشرعي مع الواقع الفلكي حيث إن الواقع الفلكي يثبت دخول الشهر والنظر الشرعي ينفي ذلك، حيث لم يشهد أحد برؤية الهلال ففي هذه الحال يجب علينا الأخذ بالنظر الشرعي في نفي دخول الشهر استجابة للنصوص الشرعية من كتاب الله تعالى وسنة رسوله –صلى الله عليه وسلم- "فمن شهد منكم الشهر فليصمه".
"صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته". كما يجب علينا عدم الأخذ بالثبوت الفلكي لانحصار الإثبات الشرعي في الرؤية فقط بعد الولادة.
الحال الرابعة: أن يولد الهلال بعد غروب الشمس ويأتي من يشهد برؤية الهلال بعد غروب الشمس فهذه الحال اختلف الواقع الفلكي مع دعوى الرؤية قبل الولادة حيث إن دعوى الرؤية تقول بدخول الشهر والواقع الفلكي ينفي دخول الشهر، ففي هذه الحال يجب الأخذ بالواقع الفلكي حيث إن الهلال لم يولد إلا بعد غروب الشمس فكيف يُرى بعد غروبها والحال أن الشمس غربت قبل ولادته، فالهلال متقدم عليها نحو الغرب وهي متخلفة عنه نحو الشرق فالرؤية التي تقدم بها أصحابها شهادة ومن شروط قبول الشهادة أن تنفك عما يكذبها وهذه الشهادة لم تنفك عما يكذبها، حيث إن ما يكذبها ملازم لها فيجب رد هذه الشهادة مهما كان الشاهد بها ومهما تعدد شهودها، وهذا معنى قولنا يجب الأخذ بالحساب الفلكي فيما يتعلق بالنفي دون الإثبات.
وهناك إيراد آخر ملخصه أن علماء الفلك قاطبة مجمعون على أن ولادة الهلال لها وقت محدد بلحظة واحدة، ومع ذلك يوجد خلاف بينهم في تحديد أول كل شهر والمثال على ذلك اختلاف العجيري -وهو أحد علماء الفلك- مع تقويم أم القرى في تحديد أول شهر رمضان عام 1421هـ، والسؤال عن وجه هذا الاختلاف والحال أن علماء الفلك مجمعون على تحديد ولادة هلال كل شهر بلحظة معينة.
والجواب عن هذا الإشكال أن غالب علماء الفلك من مسلمين وغير مسلمين أخذوا بتوقيت جرينتش، واتفقوا على الأخذ بنتيجة مقتضاه.
فإن وُلد الهلال قبل الثانية عشرة مساءً بتوقيت جرينتش فالليلة ليلة أول يوم من الشهر. وإن ولد بعد الثانية عشرة مساءً فالليلة آخر يوم من الشهر. والأستاذ العجيري أحد هؤلاء العلماء الذين يأخذون بتوقيت جرينتش وباعتبار هذا الاصطلاح المذكور في أول الشهر وآخره.
وأما لجنة تقويم أم القرى فهي تأخذ بقرار مجلس الوزراء السعودي رقم (143) وتاريخ 22/8/1418هـ المقتضي الأخذَ بغروب الشمس في مكة المكرمة، فإن كان غروبها قبل ولادة الهلال فتعتبر هذه الليلة ليلة آخر يوم من الشهر، وإن كان غروبها بعد ولادة الهلال فتعتبر هذه الليلة أول يوم من الشهر، ومستند هذا القول هو النص الشرعي في اعتبار دخول الشهر وخروجه الرؤية الشرعية المعتمدة على الشهادة الصحيحة برؤية الهلال بعد غروب الشمس وبهذا يظهر وجه الاختلاف والجواب عنه، وأن هذا الاختلاف ليس اختلافاً في وقت ولادة الهلال وإنما هو اختلاف في الاصطلاح.
ومثل ما وقع في شهر رمضان عام 1421هـ من الاختلاف في تحديد أول الشهر بين تقويم أم القرى المعتمد على الفلك في تحديد الولادة، وبين مجموعة من علماء الفلك المعتمدين على الفلك أيضاً في تحديد الولادة وهو اختلاف في الاصطلاح لا في التحديد مثل ما وقع في ذلك العام سيقع في تحديد أول شهر شعبان 1426هـ.
فتقويم أم القرى يحدد أول يوم من شهر شعبان بيوم الاثنين الموافق 5/9/2005م لكون شمس يوم السبت غربت قبل ولادة الهلال بأكثر من ثلاث ساعات.
والقائلون باعتبار توقيت جرينتش يقولون بأن أول شهر شعبان هو يوم الأحد 4/9/2005م لأن ولادة الهلال تمت قبل الساعة الثانية عشرة بتوقيت جرينتش، وذلك مساء يوم السبت الساعة السادسة وست وأربعون دقيقة بتوقيت جرينتش.
فلو فرضنا أن الهلال ولد بعد غروب الشمس من مكة المكرمة الساعة الحادية عشرة مساء بتوقيت المملكة، والساعة الثامنة مساء بتوقيت جرينتش فعلى حساب الأستاذ العجيري ومن أخذ بهذا الاصطلاح تكون هذه الليلة هي ليلة أول يوم من الشهر، وعلى حساب تقويم أم القرى تكون هذه الليلة هي ليلة آخر يوم من الشهر. ولا شك أن حساب تقويم أم القرى هو الحق المتفق مع المقتضى الشرعي؛ لأن العبرة في دخول الشهر وخروجه بغروب الشمس آخر الشهر قبل غروب القمر، فإن غربت الشمس قبل غروب القمر كانت الليلة ليلة أول يوم من الشهر، وإن غرب القمر قبل الشمس كانت الليلة آخر الشهر، ولا عبرة بولادة الهلال بعد غروب الشمس، سواءً أكان ذلك أول الليلة أو آخرها. وهذا هو المقتضى الشرعي المستند على قوله –صلى الله عليه وسلم-: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" ولما روي عن أبي هريرة –رضي الله عنه- موقوفاً: "إنما الشهر تسع وعشرون فلا تصوموا حتى تروه ولا تفطروا حتى تروه".
والحمد لله الذي هدانا لهذا فقد صار للجهة المختصة عندنا في إثبات دخول شهر رمضان وخروجه ومزيد من التأني والتحري والاستئناس بتقويم أم القرى. ونأمل أن تتلوها مرحلة الاعتراف بولادة الهلال حتى تنتفي عنا وعن بلادنا وعن ولاة أمورنا سمعة القيل والقال والهمز واللمز والوصف بالتخلف وضيق الأفق.
الوقفة الثامنة:
مع مدعي رؤية الهلال قبل ولادته.
يمكن تعليل رؤية الهلال قبل ولادته ممن يدعيها بما يلي:
(1) يحتمل أن يكون المرئي نجماً أو كوكباً قريباً من الشمس في حجم نقطة تُظن هلالاً. ويذكر لنا أن أخوين من جماعتنا من (الهدلق) في عهد قضاء الشيخ علي بن عيسى –رحمه الله- تقدم إلى فضيلته بالشهادة برؤية هلال شوال، وحينما ناقشهما –رحمه الله- عن الهلال وصفته وظهر له من ذلك عدم دقتهما في الوصف والرؤية، قال: لعلكما رأيتما نجمةً فقالاً نعم لعلها نجمة فسميت نجمة الهدلق.
(2) يحتمل أن تكون الرؤية لطائرة أو مركبة فضائية أو قمرٍ صناعي.
(3) يحتمل أن تكون حالة جوية كعاصفة أو سحابة أو سراب.
(4) يحتمل أن تكون حالة نفسية، حيث إن المتحري يُخيَّل إليه شيء فيعتقده حقيقة.
(5) يحتمل الكذب في ذلك وهذا أبعد الاحتمالات إلا أنه قد يقع. وهناك احتمال آخر يتعلق بحالةٍ للهلال في شهر واحد من شهور العام، حيث يُرى الهلال قبل ولادته إلا أن هذه الرؤية ليست رؤية حقيقية للهلال وإنما هي رؤية لانعكاسه في الأفق خلف الشمس والحال أنه أمام الشمس لم يولد بعدُ، وهذه الحال قد يحتج بها على مخالفة القول بأن ولادة الهلال قطعية.
وبتفسير هذه الحالة يظهر الرد على القول بالمخالفة وتأكيد القول بقطيعة الولادة وعليه فتفسير هذه الحال ما يلي:
من المعلوم للجميع بالمشاهدة أن الهلال يكون ناقص الاستدارة ومقوساً حتى ليلة تمام القمر يوم خمسة عشر، وفي ليالي هذه الأيام أي في النصف الأول من الشهر يكون نقص الاستدارة –فتحة القوس- من الشرق وتكون استدارة القوس من الغرب وذلك بهذا الشكل:
وفي النصف الثاني من الشهر ينعكس الأمر فتكون فتحة
التقويس إلى الغرب وتكون استدارة التقويس إلى الشرق وذلك بهذا الشكل:
ويمكن استخدام هذه الظاهرة الكونية في معرفة الغرب
والشرق إذا كان الإنسان في البر في الليل واختلف عليه تعيين القبلة للصلاة.
فبمعرفته الجهة يستطيع معرفة القبلة.
فمتى وجدت حالة رؤية الهلال قبل ولادته فهذه حالة انعكاس أفقي للهلال وهو متقدم على الشمس، ولهذا سيكون وضع الهلال بالنسبة للتقويس وفتحة التقويس هو وضعه في النصف الأخير من الشهر، ويكون بهذا الشكل:
فمتى وجدت حالة رؤية الهلال قبل ولادته فهذه حالة انعكاس أفقي للهلال وهو متقدم على الشمس، ولهذا سيكون وضع الهلال بالنسبة للتقويس وفتحة التقويس هو وضعه في النصف الأخير من الشهر، ويكون بهذا الشكل:
ولو لم يكن هذا الهلال انعكاساً لوضعه قبل ولادته
وكانت رؤيته حقيقية لا انعكاساً لكان شكله هكذا:
وتعليل هذه الظاهرة أن تقويس القمر دائماً يكون إلى
قربه من الشمس سواءً أكان أول الشهر أو آخره، ولو وجدت مناقشة لمدعي الرؤية ومنها
أين قرنا الهلال؟ هل هما إلى الشرق أم إلى الغرب؟ لظهرت حقيقة هذه الرؤية هل هي
انعكاس أو حقيقة؟ فإن كان قرناه إلى الشرق فهي رؤية حقيقية، وإن كان قرناه إلى
الغرب فهي رؤية انعكاسية.
وهذا جواب عن هذا الإيراد وتفسير لهذه الظاهرة من أن الهلال قد يُرى بعد غروب الشمس والحال أنه لم يولد بعدُ، فهذه رؤية سرابية لا رؤية حقيقية. والله أعلم.
الولادة الفلكية للأشهر القمرية لعام 1426هـ (رجب، شعبان، رمضان، شوال، ذي الحجة).
(1) ولادة شهر رجب:
أ- يولد هلال شهر رجب لعام 1426هـ الساعة السادسة وست دقائق، وذلك صباح يوم الجمعة الموافق 30/6/1426هـ بتوقيت مكة المكرمة.
ب- تغرب شمس يوم الجمعة 30/6/1426هـ الساعة السادسة وثمان وخمسون دقيقة مساءً بتوقيت مكة المكرمة.
ج- غروب الهلال مساء يوم الجمعة 30/6/1426هـ الساعة السابعة وست وعشرون دقيقة مساء بتوقيت مكة المكرمة.
د. مكث الهلال بعد غروب الشمس يوم الجمعة 30/6/1426هـ ثمان وعشرون دقيقة.
هـ- أول شهر رجب عام 1426هـ يوم السبت الموافق 6/8/2005م.
و- يكون الترائي الصحيح للهلال هو مساء يوم الجمعة 30/6/1426هـ بعد غروب شمس يومها –أي الجمعة-.
ز- لا يصح ترائي الهلال مساء يوم الخميس 29/6/1426هـ لكونه لم يولد إلا بعد غروب شمس هذا اليوم يوم الخميس بمقدار اثنتي عشرة ساعة وخمس دقائق.
(2) ولادة شهر شعبان:
أ- يولد هلال شهر شعبان لعام 1426هـ الساعة التاسعة وست وأربعون دقيقة مساء يوم السبت 29/7/1426هـ بتوقيت مكة المكرمة، أي بعد غروب الشمس بثلاث ساعات وعشر دقائق.
ب- غروب شمس يوم السبت 29/7/1426هـ الساعة السادسة وست وثلاثون دقيقة بتوقيت مكة المكرمة.
ج- غروب الهلال مساء السبت 29/7/1426هـ قبل غروب الشمس بثلاث ساعات وعشر دقائق بتوقيت مكة المكرمة.
د- غروب الشمس مساء الأحد 30/7/1426هـ الساعة السادسة وخمس وثلاثون دقيقة بتوقيت مكة المكرمة.
هـ- غروب الهلال مساء الأحد 30/7/1426هـ الساعة السابعة وتسع دقائق بتوقيت مكة المكرمة أي بعد غروب الشمس.
و-مكث الهلال بعد غروب شمس يوم الأحد 30/7/1426هـ أربع وثلاثون دقيقة بتوقيت مكة المكرمة.
ز- أول شهر شعبان لعام 1426هـ هو يوم الاثنين الموافق 5/9/2005م.
ح- يكون ترائي الهلال مساء يوم الأحد الموافق 30/7/1426هـ بعد غروب شمس هذا اليوم.
ط- لا يصح ترائي الهلال مساء السبت 29/7/1426هـ لكونه لم يولد إلا بعد غروب شمس يوم السبت بثلاث ساعات وعشر دقائق.
(3) ولادة هلال شهر رمضان:
أ-يولد هلال شهر رمضان الساعة الواحدة وتسع وعشرون دقيقة مساء يوم الاثنين –أي ظهر هذا اليوم- 29/8/1426هـ بتوقيت مكة المكرمة.
ب- تغرب شمس يوم الاثنين 29/8/1426هـ الساعة السادسة وسبع دقائق بتوقيت مكة المكرمة.
ج- يغرب هلال يوم الاثنين 29/8/1426هـ الساعة السادسة وتسع دقائق بتوقيت مكة المكرمة.
د- مكث الهلال بعد غروب شمس يوم الاثنين 29/8/1426هـ دقيقتان فقط وذلك بتوقيت مكة المكرمة.
هـ- يكون أول شهر رمضان فلكياً هو يوم الثلاثاء الموافق 5/10/2005م.
و- لا يصح ترائي الهلال مساء الأحد 28/8/1426هـ لكونه لم يولد إلا بعد غروب شمس يوم الأحد بمقدار تسع عشرة ساعة وواحد وعشرين دقيقة.
ز- يكون ترائي الهلال مساء يوم الاثنين الموافق 29/8/1426هـ حيث إن غروبه يتأخر عن غروب الشمس بدقيقتين.
(4) ولادة هلال شهر شوال:
أ-يولد هلال شهر شوال يوم الأربعاء 30/9/1426هـ صباحاً الساعة الرابعة وخمس وعشرون دقيقة بتوقيت مكة المكرمة.
ب- غروب شمس يوم الأربعاء 30/9/1426هـ الساعة الخامسة وخمس وأربعون دقيقة بتوقيت مكة المكرمة.
ج- غروب الهلال يوم الأربعاء 30/9/1426هـ الساعة الخامسة وخمس وخمسون دقيقة بتوقيت مكة المكرمة.
د- مكث الهلال بعد غروب شمس يوم الأربعاء 30/9/1426هـ عشر دقائق بتوقيت مكة المكرمة.
هـ- أول شهر شوال عام 1426هـ هو يوم الخميس الموافق 3/11/2005م.
و- لا يصح ترائي الهلال مساء يوم الثلاثاء 29/9/1426هـ لكونه لم يولد إلا بعد غروب شمس هذا اليوم بما يزيد عن إحدى عشرة ساعة.
ز- يكون الترائي الصحيح للهلال هو بعد غروب شمس يوم الأربعاء الموافق 30/9/1426هـ حيث إن غروب الهلال متأخر عن غروب الشمس بعشر دقائق وذلك بتوقيت مكة المكرمة.
(5) ولادة هلال شهر ذي الحجة 1426هـ:
أ- يولد هلال شهر ذي الحجة يوم السبت الموافق 29/11/1426هـ الساعة السادسة واثنتا عشرة دقيقة من صباح هذا اليوم بتوقيت مكة المكرمة.
ب- تغرب شمس يوم السبت 29/11/1426هـ الساعة خمس وخمسون دقيقة بتوقيت مكة المكرمة.
ج- يغرب الهلال مساء يوم السبت 29/11/1426هـ الساعة ست وثمان دقائق بتوقيت مكة المكرمة.
د- يمكث الهلال بعد غروب شمس يوم السبت 29/11/1426هـ ثمان عشرة دقيقة.
وهذا جواب عن هذا الإيراد وتفسير لهذه الظاهرة من أن الهلال قد يُرى بعد غروب الشمس والحال أنه لم يولد بعدُ، فهذه رؤية سرابية لا رؤية حقيقية. والله أعلم.
الولادة الفلكية للأشهر القمرية لعام 1426هـ (رجب، شعبان، رمضان، شوال، ذي الحجة).
(1) ولادة شهر رجب:
أ- يولد هلال شهر رجب لعام 1426هـ الساعة السادسة وست دقائق، وذلك صباح يوم الجمعة الموافق 30/6/1426هـ بتوقيت مكة المكرمة.
ب- تغرب شمس يوم الجمعة 30/6/1426هـ الساعة السادسة وثمان وخمسون دقيقة مساءً بتوقيت مكة المكرمة.
ج- غروب الهلال مساء يوم الجمعة 30/6/1426هـ الساعة السابعة وست وعشرون دقيقة مساء بتوقيت مكة المكرمة.
د. مكث الهلال بعد غروب الشمس يوم الجمعة 30/6/1426هـ ثمان وعشرون دقيقة.
هـ- أول شهر رجب عام 1426هـ يوم السبت الموافق 6/8/2005م.
و- يكون الترائي الصحيح للهلال هو مساء يوم الجمعة 30/6/1426هـ بعد غروب شمس يومها –أي الجمعة-.
ز- لا يصح ترائي الهلال مساء يوم الخميس 29/6/1426هـ لكونه لم يولد إلا بعد غروب شمس هذا اليوم يوم الخميس بمقدار اثنتي عشرة ساعة وخمس دقائق.
(2) ولادة شهر شعبان:
أ- يولد هلال شهر شعبان لعام 1426هـ الساعة التاسعة وست وأربعون دقيقة مساء يوم السبت 29/7/1426هـ بتوقيت مكة المكرمة، أي بعد غروب الشمس بثلاث ساعات وعشر دقائق.
ب- غروب شمس يوم السبت 29/7/1426هـ الساعة السادسة وست وثلاثون دقيقة بتوقيت مكة المكرمة.
ج- غروب الهلال مساء السبت 29/7/1426هـ قبل غروب الشمس بثلاث ساعات وعشر دقائق بتوقيت مكة المكرمة.
د- غروب الشمس مساء الأحد 30/7/1426هـ الساعة السادسة وخمس وثلاثون دقيقة بتوقيت مكة المكرمة.
هـ- غروب الهلال مساء الأحد 30/7/1426هـ الساعة السابعة وتسع دقائق بتوقيت مكة المكرمة أي بعد غروب الشمس.
و-مكث الهلال بعد غروب شمس يوم الأحد 30/7/1426هـ أربع وثلاثون دقيقة بتوقيت مكة المكرمة.
ز- أول شهر شعبان لعام 1426هـ هو يوم الاثنين الموافق 5/9/2005م.
ح- يكون ترائي الهلال مساء يوم الأحد الموافق 30/7/1426هـ بعد غروب شمس هذا اليوم.
ط- لا يصح ترائي الهلال مساء السبت 29/7/1426هـ لكونه لم يولد إلا بعد غروب شمس يوم السبت بثلاث ساعات وعشر دقائق.
(3) ولادة هلال شهر رمضان:
أ-يولد هلال شهر رمضان الساعة الواحدة وتسع وعشرون دقيقة مساء يوم الاثنين –أي ظهر هذا اليوم- 29/8/1426هـ بتوقيت مكة المكرمة.
ب- تغرب شمس يوم الاثنين 29/8/1426هـ الساعة السادسة وسبع دقائق بتوقيت مكة المكرمة.
ج- يغرب هلال يوم الاثنين 29/8/1426هـ الساعة السادسة وتسع دقائق بتوقيت مكة المكرمة.
د- مكث الهلال بعد غروب شمس يوم الاثنين 29/8/1426هـ دقيقتان فقط وذلك بتوقيت مكة المكرمة.
هـ- يكون أول شهر رمضان فلكياً هو يوم الثلاثاء الموافق 5/10/2005م.
و- لا يصح ترائي الهلال مساء الأحد 28/8/1426هـ لكونه لم يولد إلا بعد غروب شمس يوم الأحد بمقدار تسع عشرة ساعة وواحد وعشرين دقيقة.
ز- يكون ترائي الهلال مساء يوم الاثنين الموافق 29/8/1426هـ حيث إن غروبه يتأخر عن غروب الشمس بدقيقتين.
(4) ولادة هلال شهر شوال:
أ-يولد هلال شهر شوال يوم الأربعاء 30/9/1426هـ صباحاً الساعة الرابعة وخمس وعشرون دقيقة بتوقيت مكة المكرمة.
ب- غروب شمس يوم الأربعاء 30/9/1426هـ الساعة الخامسة وخمس وأربعون دقيقة بتوقيت مكة المكرمة.
ج- غروب الهلال يوم الأربعاء 30/9/1426هـ الساعة الخامسة وخمس وخمسون دقيقة بتوقيت مكة المكرمة.
د- مكث الهلال بعد غروب شمس يوم الأربعاء 30/9/1426هـ عشر دقائق بتوقيت مكة المكرمة.
هـ- أول شهر شوال عام 1426هـ هو يوم الخميس الموافق 3/11/2005م.
و- لا يصح ترائي الهلال مساء يوم الثلاثاء 29/9/1426هـ لكونه لم يولد إلا بعد غروب شمس هذا اليوم بما يزيد عن إحدى عشرة ساعة.
ز- يكون الترائي الصحيح للهلال هو بعد غروب شمس يوم الأربعاء الموافق 30/9/1426هـ حيث إن غروب الهلال متأخر عن غروب الشمس بعشر دقائق وذلك بتوقيت مكة المكرمة.
(5) ولادة هلال شهر ذي الحجة 1426هـ:
أ- يولد هلال شهر ذي الحجة يوم السبت الموافق 29/11/1426هـ الساعة السادسة واثنتا عشرة دقيقة من صباح هذا اليوم بتوقيت مكة المكرمة.
ب- تغرب شمس يوم السبت 29/11/1426هـ الساعة خمس وخمسون دقيقة بتوقيت مكة المكرمة.
ج- يغرب الهلال مساء يوم السبت 29/11/1426هـ الساعة ست وثمان دقائق بتوقيت مكة المكرمة.
د- يمكث الهلال بعد غروب شمس يوم السبت 29/11/1426هـ ثمان عشرة دقيقة.
Tidak ada komentar:
Posting Komentar