Sabtu, 21 Januari 2012

ولاية المرأة

ولاية المرأة
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ ثَنَا عَوْفٌ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِى بَكْرَةَ قَالَ :
"لَقَدْ نَفَعَنِىْ اللهُ بِكَلِمَةٍ أَيَّامَ الْجَمَلِ لَمَّا بَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ فَارِسًا مَلَّكُوْا إِبْنَهُ كِسْرَى قَالَ لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ إِمْرَأَةً(1).
1) التخريج :
      وروى الترمذي بهذا اللفظ "لَقَدْ عَصَمَنِى اللهُ بِشَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا هَلَكَ كِسْرَى قَالَ مَنْ اسْتَخْلَفُوْهُ قَالُوا إِبْنَتَهُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (فذكر الحديث)(2). وكذا النسائى(3). وزاد الإسماعيلي من طريق النَّضْر بن شُمَيْل عن عوف فى آخره قال أبو بكرة : فعرفت أن أصحاب الجمل لن يفلحوا.
2) ترجمة أبى بكرة رضي الله عنه :
هو نُفَيْعٌ بن الحارث الثقفى، نسبة لثقيف رضي الله تعالى عنه. كان أبو بكرة من ذوى المزايا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. نزل البصرة وشهد وقعة الجمل ولم يقاتل فيها واجتنب حروب الصحابة.روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة واثنتان وثلاثون حديثا (132)، إتفقا على ثمانية منها وانفرد البخاري بخمسة، ومسلم بواحد. توفي بالبصرة إحدى أو اثنتين وخمسين(4). ومن أحاديثه "إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول فى النار"(5). وتمسك بهذا الحديث حتى يترك القتال فقال "ولو دخل عليّ أحد حتى يقتلنى لم أمنعه.
وقال العجلى فى حقه : كان من خيار الصحابة، مات بالبصرة. وقال المدائنى : مات سنة خمسين. قال البخارى قال مسدد : مات أبو بكرة والحسن بن علي فى سنة واحدة. وقال غيره : مات بعد الحسن سنة إحدى وخمسين(6).
3) معانى المفردات وسبب الورود :
-          ولَّوا : وفى رواية ملَّكوا، وفى رواية أخرى ولّى أمرهم.
-     أمرهم إمرأة : بالنصب على المفعولية. وفى رواية حميد ولّى أمرهم إمرأةٌ بالرفع على أنهما فاعل. آى فقلت فى نفسى حين تذكرت الحديث أن عائشة إمرأة فلا تصلح لتولية الأمر إليها(7).
-          لقد عصمنى الله : آى حين أردت ان أقاتل عليا من طرف عائشة.
وسبب ورود الحديث كما ذكره البخارى انه لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اهل فارس قد ملكوا بنت كسرى فقال "لن يفلح قوم.." وذكره(8).




4) فقه الحديث :
ومن آيات الله عز وجل أنه خلقنا من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء(9). وفى هذه الآية القرآنية الكريمة التذكرة النافعة للإنسان بشكل العلم وللمسلمين بشكل خاص. والمقصود بالنفس الواحدة فى رأي جمهور العلماء آدم عليه الصلاة والسلام، هو أبو البشر وأنه ليس هناك سوى آدم واحد. وأما من يدعى أو آدم قبله فهو يصادم ظواهر الآية الكريمة. والمقصود بالزوج هو حواء، وقد خلقت من ضلع آدم اليسرى(01). وبعض العلماء يرى أنه خلق من جنسها زوجها. فهما من جنس واحد وطبيعة وميولة واحدة. وفى الآية أيضا نجد توضيح رب العالمين عن تكاثر النوع الإنساني. فذكر أنه نشر وفرق من آدم وحواء نوعي جنس البشر، وهما الذكور والإناث التى تفرع منهما الإنسان الذي سكن الأرض وعمرها.
المرلأة جزء حقيقي من الرجل، ومنه خلقت وإليه تعود يأنس كل واحد منهما بالآخر، ويألفه ويحسن إليه. سواء كانت المرأة أما أم أختا أم بنتا أم زوجة مما يجب دوام التعاون بينهما فى مسيرة الحياة. ويدل على تكامل الكون بوجود عنصر الذكورة والأنوثة. وما أحسن كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم : "والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عن رعيته والمرأة راعية على بيت بعلها وهي مسئولة عنهم(11).
وقد تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع النساء كما تعامل مع الرجال فى أيامه، وقد أدى حقهن حق الأدى كما أدى حق الرجال. كما رواه أبو سعيد رضي الله عنه "جاءت إمرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يارسول الله ذهب الرجال بعلومك آى بحديثك، فاجعل لنا من نفسك يوما نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله، فقال إجتمعن فى يوم كذا وكذا، فاجتممعن، فأتاهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمهن مما علمه الله تعالى، ثم قال "ما منكن أمرأة تقدم بين يديها من ولدها ثلاثة إلا كان لها حجابا من النار"، فقالت إمرأة منهن يارسول الله إثنين؟ فأعادها مرتين، ثم قال واثنين، واثنين، واثنين. رواه البخارى(21).
فقد كانت أسماء بنت أبى بكر الصديق رضي الله عنهما وهي أخت السيدة عائشة أم المؤمنين وزوجة الزبير تصف أعمالها فتقول كنت أخدم الزبير خدمة البيت كله، وكنت أسوس فرسه وأعقله، وأحتش له وأحرز الدلو، وأسقى الماء وأحمل النوى على رأسى من أرض له على المشي فرسخ. هكذا فى الأزمنة الماضية(31). وأما فى الحاضرة أستطاعت امرأتان قويتان بنازير بوتو بنت ذو الفقار علي بوتو من باكستان الإسلامي، وميقاواتى سوكرنو فوترى بنت أحمد سوكرنو من إندونسيا أن تصلا إلى أعلى قصور بلدهما. وكذلك قد نالت إمرأتان مغربيتان هما بديعة الصقلى وفاطمة عبد المؤمن اللتان تنتميان لحرب المعارضة التقدمية الأتحاد الإشتراكى للقوات الشعبية أت تصلا إلى المجالس التشريعي بأصوات الناخبين رجالا ونساء رغم كل ما شاب العملية الإنتخابية من تدخلات إدارية وشراء أصوات وعنف إتفق المراقبون أنها كانت جميعا غير مسبوقة. وفى ماليزيا وبنجلاديس شرفت النمساء المناصب العالية والمحترمة، وكذلك فى عمان وإيران الإسلامى.
واستدل محمد بن إسماعيل الصنعانى بهذا الحديث على عدم جواز تولية المرأة شيئا من الأحكام العامة بين المسلمين وإن كان الشارع قد أثبت أنها راعية فى بيت زوجها. وقال أيضا : وذهب الحنفية إلى جواز توليتها الأحكام إلا الحدود(41). وقدم المناوى برأيه وقال : وذلك لنقصها وعجز رأيها، ولأن الولي مأمور بالبروز للقيام بأمر الرعية، والمرأة عورة لا تصلح لذلك، فلا يصح أن تولى الإمامة ولا القضاء. وقال الطبى : هذا أخبار بنفي الفلاح عن أهل فارس على سبيل التأكيد. وفيه إشعار بأن الفلاح للعرب فتكون معجزة(51).
وأما ابن جرير الطبري(61) قد خالف رأي الجمهور، فقال : يجوز أن تقضي فيما تقبل شهادتهما فيه. وأطلق بعض المالكية الجواز. وقال ابن التين أيضا : كلام ابن أبى بكرة يدل على أنه لو لا عائشة لكان مع الطلحة والزبير، لأنه لو تبين له خطؤهما لكان مع علي(71). وأكّد الأستاذ محمد شهودى إسماعيل قائلا : وإذا أردنا أن نفهم هذا الحديث فلا بد بالنظر إلى الحالة الإجتماعية التى تسيطر وتدور. وهي تولية بنت كسرى الولاية بعد وفاة أبيها وذلك فى التاسعة من الهجرة النبوية. وفى آخره بيانه للحديث يقول : وفى حالة تفوقهن وترسيخهن فى العلوم والتقدم واستعداد المجتمع لقبولهن، فلا بأس توليتهن ورعايتهن، لأن القرآن نفسه قد أعطى حقوقهن كما أعطى حقوق الرجال(81).
وفى هذه المقالة المتواضعة أحب أن أضيف للقارئ الأحوال الإجتماعية التى تدور فى المجتمع الإنسانى بصفة عامةقبل ظهور شمس الإسلام. كانت المرأة عند الرومان محرومة من أي حق إنساني. فكان رب الأسرة يجيز له القانون أن يتصرف فى زوجته وبناته بل وزوجات أبنائه وأبناء أبنائه كما يتصرف فى أي سلعة يملكها. وكانت يد الرجل مطلقة التصرف فى المرأة إلى حد البيع والتعذيب بل والقتل. وعند اليونان كانت المرأة نحتقرة حتى أنهم يسمونها رجسا من عمل الشيطان. وعند الأشوريين كانت المرأة بموجب نصوص تلك الشريعة يعتبر من نوع الماشية المملوكة. وعند الهنود فإن المرأة شرعتهم قاصرة طيلة حياتها لا يجوز لها التصرف. وعند اليهود كانت كذلك محرومة من كل الحقوق، وكانت فى أحسن أحوالها تعتبر فى مرتبة الخادم. وللعرب قبل ظهور الإسلام فقد كان نسيئة للغاية إذ كانت محرومة فى جميع الحقوق سوى فى محيط أسرتها أو فى محيط زوجها، فلم يكن لها أي حق فى الإرث بل إنها كانت تعد من سقط المتاع، ومن جملة الأموال الموروثة، ذلك أن المرأة إذا مات عنها زوجها وله أولاد من غيرها، فإنها إرثا للولد الأكبر يستحقه ضمن ما يستحق من أموال أبيه، وله أن يتخذها زوجة له بعد أبيه أو يتركها إذا شاء ليتزوجها غيره.
هذه لمحة قصيرة عن الأحوال المعجبة والمدهشة للمرأة قبل فجر الإسلام. وللنظر الآ إلى ما صنعه الإسلام للمرأة كيف وضع لها الحقوق والواجبات التى بها أعاد إليها إنسانيتها الضائعة والمصلبة وكرامتها المهذورة، وكون لها شخصيتها المستقلة. وقد أعلن القرآن والسنة هذه المساواة بين الرجل والمرأة فى الوقت الذى كانت فيه القوانين الأوروبية إلى ما بعد ظهور الإسلام بعدة قرون تنص كلها بالإجماع على أن المرأة خلقت لخدمة الرجل. وأنها والصبي والرقيق والمجنون فى درجة واحدة من حيث عدم الأهلية للتصرف. وانظر هذه الآية : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ (سورة النساء : 1). ونجد أيضا المساواة بين الرجل والمرأة فى نيل الثواب(91)، والمساواة فى العقاب(02). ويساوى الإسلام أيضا بين الرجل والمرأة فى دنيا المحاكم، وكذا فى التعليم. فلم يثبت مطلقا أن الإسلام فاصل بين المرأة والرجل فى عقوبة معصية فعفى عن الرجل فيها وفرض العقوبة على المرأة فيها. فقد تكون المرأة أفضل عند الله وأقرب إليه من الرجال. والله أعلم.
5) الإستنباط :
أرشدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم أن للرجال والنساء حقوق وواجبات متعددة. وقد ساوى الإسلام بينها فى أنحاء الميادين. فاختلاف العلماء الجهابذة فى تولية المرأة المناصب العظمى دليل واضح أن لهما الطاقة البشرية قد تكون المرأة أفضل من الرجل أو عكسه.


(1)  إبن حجر العسقلانى، الجزء الرابع عشر، ص 555.
(2)  الإمام الترمذي، الجزء الثالث، ص 360.
(3)  الإمام السيوطى، المجلد الرابع، ص 241.
(4)  محمد بن علان الصديقى الشافعى، دليل الفالحين (بيروت : دار الفكر، بدون السنة) الجزء الأول، ص 63- 64.
(5)  الإمام إبن ماجه، ج 2 ص 1311.
(6)  الإمام إبن حجر العسقلانى، ج 10 ص 418- 419
(7)  الإمام السيوطى، المجلد الرابع، ص 241.
(8)  الإمام إبراهيم بن محمد بن كمال الدين الدمشقى، البيان والتعريف فى بيان أسباب ورود الحديث الشريف (بيروت : المكتبة العلمية، 1982) ج 3 ص 125.
(9)  أنظر سورة النساء : 1
(01) أنظر إبن حجر العسقلانى، الجزء العاشر ص 314. وكتب مسلم فى صحيحه أنه صلى الله عليه وسلم قال : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فإذا شهد أمرا فليتكلم بخير أو ليسكت، واستوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيئ فى الضلع أعلاه إن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج أستوصوا بالنساء خيرا (مسلم، ج 2 ص 683).
(11) أنزر إبن حجر العسقلانى، ج 5 ص 485
(21)  الإمام إبن حجر العسقلانى، الجزء الرابع عشر، ص 226.
(31) وقد كتب ابن العربى فى كتابه المصطفيات من الصحابيات رضي الله عنهن : فالحق سبحانه وتعالى رفع درجاتهن حق الترفيع، منهن أمهات المؤمنين، وأم شريك، وفاطمة بن أسد، وأم كلثوم، وبنت عقبة، وسمية بنت خباط، وأم الفضل، وعقراء بنت عبيد، وأم عطية وغيرهن. وكتب الشعرانى رحمه الله تعالى فى الطبقات الكبرى : جماعة من عباد النساء منهن معلذة بن العدوية، ورابعة العدوية، وماجدة القرشية، والسيدة عائشة بنت جعفر الصادق، وفاطمة النيسابورية وغيرهن. أنظر إبن العربى من صفحة 125- 157. وعبد الوهاب الشعرانى، الطبقات الكبرى (بيروت : دار الفكر، بدون السنة) ج 1 ص 122- 137.
(41) الإمام محمد بن إسماعيل الصنعانى، سبل السلام (سنقافورة : الحرمين، بدون السنة) ج 14 ص 1496.
(51) الإمام المناوى، الجزء الخامس، ص 303.
(61)إبن جرير الطبرى، هو أبو جعفر محمد بن جرير، مؤرخ وموسوعى مفسر، ومقرى ومحدث. ولد فى آمل طبرستان تنقل بين إيران والعراق وسورية ومصر. وأقام أخيرا فى بغداد حيث توفي. إختار لنفسه مذهبا فى الفقه. له جامع البيان فى تأويل القرآن، وتاريخ أمم والملوك، وتهذيب الآثار، واختلاف الفقهاء، وآداب القضاة. توفي سنة 694 á/ 1295 م. أنظر لوئس مألوف، المنجد فى اللغة والإعلام (بيروت : دار الكاتولكية، 1986) ص 434
(71) الإمام إبن حجر العسقلانى، ج 14 ص 559
(81) محمد شهودى إسماعيل، الأحاديث النبوية (لفظا وتطبيقيا)، جاكرتا : بولن بنتانغ، 1994، ص 25.
(91) أنظر سورة التوبة : 73. وسورة النساء : 123.
(02) أنظر سورة المائدة : 38.

Tidak ada komentar:

Posting Komentar