التمهيد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين وبه نستعين على أمور الدنيا والدين و على آله وصحبه أجمعين. أما بعد...............
شكرا جزيلا إلى الأستاذ الدكتور سيف الدين الماجستير الذي قد أعطانا وظيفة في تقديم المقالة في فن مناهج تحقيق الحديث بالموضوع " الغرض من تحقيق الحديث وفوائده ". وربما توجد في هذه المقالة القصيرة النقصان والغلط بسبب قلة علومنا. ونرجو منكم العفو والتعليق لتكميل البحث فى هذه المقالة, ثم شكرا كثيراً واحتراما على إخواننا الفضلآء الذين يشجعون ويعينون الكاتب لإتمام هذه المقالة, لولا مساعدتكم فما تمت هذه المقالة.
وآخراً, نقول لكم’’ جزاكم الله أحسن الجزآء تقبل الله من ولكم’’ في هذا المجال نرجو منكم الجميع الإقتراحات والنقدات ليكون هذا المقالة مقالةً تامة كاملة متكمّلة, وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يموم الدين. ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( الكاتب )
الفـــهــــــــــــــرس
التمهيد................................................................ أ
الفهرس............................................................... ب
الباب الأول : المقدمة....................................................... 1
الباب الثاني : البحث....................................................... 2
الغرض من تحقيق الحديث وفوائده................................................ 2
أ. الغرض من تحقيق او تخريج الحديث......................................... 2
ب. فوائد تحقيق أو تخريج الحديث........................................... 4
الباب الثالث : الخاتمة....................................................... 7
المراجع
الباب الأول
المقدمة
إن علم التخريج من العلوم التي شرفها الله؛ لكونه وسيلة من وسائل الوصول إلى السنة وتيسير التعامل معها، وهو من المعارف المهمة للأمة؛ لأنه به يمكن التعامل والإفادة من دواوين السنة – التي هي المصدر الثاني للشرع – وإلا أصبح هناك فجوة كبيرة بين المسلم وذلك المصدر العظيم، فدواوين السنة كثيرة جداً، ومناهجها مختلفة، والأحاديث والآثار ضرورية لمن أراد فهم مراد الله في هذا الشرع الذي أنزله، كما أنه الطريق الأبرز لمن أراد خدمة السنة والذب عن حياضها، وبه يتحقق من الزيف والصحيح، ويعرف الغث من السمين.
لا شك أن معرفة فن التخريج العام (التحقيق) من أهم ما يجب على كل مشتغل بالعلوم الشرعية أن يعرفه، ويتعلم قواعده وطرقه، ليعرف كيف يتوصل إلى الحديث في مواضعه الأصلية وبيان أحوال رواته ومرتبته سندا أو متنا. كما أن فوائده كبيرة لا تنكر. لا سيما للمشتغلين بالحديث وعلومه، لأنه بواسطته يهتدي الشخص إلى مواضع الحديث في مصادره الأصلية الأولى التى صنفها الأئمة، ومعرفة أحوال رواته جرحا أو تعديلا ومرتبته مقبولة ومردودة. والحاجة إليه ماسة من حيث إنه لا يسوغ لطالب العلم أن يستشهد بأي حديث أو يرويه إلا بعد معرفة من رواه من العلماء المصنفين في كتابه مسندا.
ولهذا فإن فن تحقيق الحديث يحتاجه كل باحث، ومشتغل بالعلوم الشرعية وما يتعلق بها. ولكن لا يمكن أن نتعلمه بدون معرفة غرضه وفوائده. ففي هذه المقالة القصيرة نتكلم قليلا عن غرض فن تحقيق الحديث (التخريج بمعنى العام) وفوائده.
الباب الثاني
البحث
الغرض من تحقيق الحديث وفوائده
أ. الغرض من تحقيق أو تخريج الحديث
الغرض من تحقيق الحديث هو معرفة مصدر الحديث الأول, و حاله من حيث القبول و الرد أو معرفة مرتبة الحديث متنا و سندا مع بيان أحوال رواته. يجب علي من يريد أن يعرف حجية الحديث معرفة مرتبة الحديث. و من البديهي أن الحديث الذي لا تجتمع فيه شروط معينة لا يصح حجيته, لأن الحديث من أحد مصدر التشريع في الإسلام, و الدين لا يبني علي الشك و الظن و لكن علي القطع من جهة السند, قال عبد الله بن مبارك (الإسناد من الدين, ولو لا الإسناد لقال من شاء ما شاء). و قال محمد بن سيرين (إن هذا العلم دين, فانظروا عمن تأخذ دينكم).ٍ[1]
قد أخبر العلماء أن الأحاديث التي تدخل في مجال تحقيق الحديث الأحاديث الآحاد. و اعتبروا أن الأحاديث المتواترة لا تدخل فيه, لأن الأحاديث المتواترة قطعية الثبوت من الرسول صلي الله عليه و سلم. هذا لا بمعني أن لا نحقق مرة أخري للآحاديث المتواترة. لايزال التحقيق نافعا و جاريا للأحاديث المتواترة, إنما التحقيق لا يقصد لمعرفة مرتبة الحديث سندا و متنا بل لمعرفة أو تأكيد هل صح أن هذا الحديث متواتر. إذ تثبت أنه متواتر فلا نقوم بتحقيق سنده أو متنه كما يجري في الحديث الأحد.[2]
حقق المحدثون جميع الأحاديث التي وصلت إلينا إما وجدت في كتب المتون أم غيره من الكتب الدينية.ٍ إذ, فهل ينفع عملية التحقيق حاليا ؟. لإجابة هذه السؤال ينبغي لنا أن نهتم بهذه الأمور.
1. أن عملية التحقيق التي قام بها العلماء السابقة لا يجرج من إجتهادهم. و الإجتهاد تارة يصح و تارة يخطؤ, (لا نقصد تصغير أهليتهم و علومهم بهذا الرأي, لكن كما عرفنا أن الإنسان محل الخطأ ). إذ من الممكن أن حديثا عده المحدث صحيحا, وبعد تحقيق العلماء بعدهم بتحقيق أدق منهم يظهر الغلط في تحقيق الأول.
2. وجدنا حديثا أو أحاديثا أنها تصح عند المحدثين و لا تصح عند الآخر, و الأصل في الخبر يحتمل الصدق (الصواب) أو الكذب (الخطأ). من هنا ينبغي أن يؤدي التحقيق لمعرفة أصح الرأي, علي الأقل لمعرفة أسباب إختلافهم.ٍ
3. تطور علوم الناس من دهر إلي دهر. ينبغي لنا أن نستعمل هذا التطوع لتفتيش آراء العلماء القديمة من تحقيقهم السابق.
4. أن المحدثين إنسان مثلنا ولا يستطيعون أن يخرجوا من كونهم كالإنسان, لا يفوت من الخطأ, ولو كان عندهم علوما كثيرة.
5. يستوعب التحقيق السند و المتن, تحقق عدالة الراوي و ضبطه في تحقيق السند. من الممكن أن الراوي مجروح و بعد التحقيق مرة أخري أنه معدول لأن في نفس الراوي وجوه متعددة لا نستطيع أن نجرح و نعدل من وجه واحد. إذ من عمليتنا أن نحقق المجرح و المعدل أيضا, ولا نقف في تحقيق الروة مجردا.
نظرا من الأدلة السابقة نستطيع أن نقول أن لتحقيق الحديث منفعة في زمننا الحاضر لمعرفة دقة المحدثين في تحقيقهم. وليس المراد من هذا أن نقول أن كل ما حصل من تحقيق المحدثين القديمة خطأ. بل أكثر من تحقيقهم أدق و أتين من تحقيق العلماء في هذا العصر لعلو علومهم و مهارتهم في الحديث.[3]
ب. فوائد تحقيق أو تخريج الحديث
1. معرفة مصدر أو مصادر الحديث؛ فالتحقيق يستضيع الباحث أن يعرف من أخرج الحديث من الأئمة. ومكان هذا الحديث في كتب السنة الأصلية.[5]
2. جمع أكبر عدد من أسانيد الحديث، فالتحقيق يوصل الباحث إلى موضع أو مواضع الحديث من الكتاب الواحد أو الكتب المتعددة، فيعرف مثلا أماكن وروده في صحيح البخاري، وقد تكون متعددة، ويعرف أيضا أماكن وروده عند غير البخاري، وفي كل موضع يعرف الإسناد فيكون قد حصل على أسانيد متعددة للحديث.
3. معرفة حال الإسناد بتتبع الطرق، فالوصول إلى طرق الحديث يمكن مقابلتها ببعضها فيظهر ما فيها من انقطاع أو إعضال...إلخ.
4. معرفة حال الحديث بناء على كثير من الطرق، فقد نقف على الحديث من طريق ما ضعيفا، وبالتخريج نجد له طرقا أخرى صحيحة. وقد نقف له على إسناد منقطع فيأتي – بالتخريج - ما يزيل هذا الانقطاع.
5. ارتقاع الحديث بكثرة طرقه : فقد يكون معنا حديث ضعيف، وبالتخريج نجد له متابعات وشواهد تقويه، فتحكم له بالحسن بدل الضعيف.
6. معرفة حكم أو أحكام الأئمة على الحديث، وأقوالهم فيه، من حيث الصحة وغيرها.
7. تمييز المهمل من رواة الاسناد : فإذا كان في أحد الأسانيد راو مهمل، مثل "عن محمد " أو "حدثنا خالد" فبتخريج الحديث والوقوف على عدد من طرقه، قد يتميز هذا المهمل، وذلك بأن يذكر في بعضها مميزا.
8. تعيين المبهم في الحديث، فقد يكون معنا راو مبهم أو رجل في المتن مبهم مثل "عن رجل" أو "عن فلان" أو "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم" فبتخريج الحديث نقف على عدد من طرقه، وقد يكون في بعضها تعيين هذا المبهم.
9. زوال عنعنة المدلس : وذلك بأن يكون عندنا حديث بإسناد فيه مدلس يروي عن شيخه بالعنعنة،- مما يجعل لاإسناد منقطعا – وبالتخريج يمكن أن نقف على طريق آخر، يروي فيه هذا المدلس عن شيخه بما يفيد الاتصال، ك "سمعت" و "حدثنا" و "أخبرنا". مما يزيل سمة الانقطاع عن الإسناد.
10. زوال ما نخشاه من الرواية عمن اختلط : فإذا كان معنا حديث في إسناده من إختلط، ولا ندري هل الروي عنه في إسنادنا هذا روي عنه قبل الإختلاط أو بعده، فالتخريج قد يتضح ذلك كأن يصرح فى بعض الطرق بأن هذا الروي روي عنه قبل الإختلاط، أو أن يرويه عنه راو لم يسمع منه إلا قبل الإختلاط، مما يؤدي الحديث الذي معنا، ويفيد أنه ليس مما إختلط فيه.
11. تحديد من لم يحدد من الرواة : فقد يذكر الروي فى إسناد معنا بكنيته أو لقبه أو نسبته، ويشتركه فى هذا –لكنية أو لقب أو نسبة- كثيرون مما يجعل تحديده متعذرا، فبا التخريج قد نعرف إسمه، بأن يذكر فى إسناد أو أكثر باسمه صريحا. [6]
12. معرفة زيادة الروايات : فقد تكون الرواية التي معنا غير مشتملة على ما يفيد الحكم صراحة، وبالتخريج نقف على بقية الروايات، وفى زيادتهم ما يفيد فى الحكم أو يفيد الحكم صراحة، أو به يتضح المعني.
13. بيان معنى الغريب : فقد يكون فى حديث لفظة غريبة. وبتخريجه من الروايات الأخرى تتضح هذه، بأن يأتي مكانها لفظة ليست غريبة، أو يشتمل الحديث على بيانها.
14. زوال الحكم بالشذوذ : فقد يحكم على حديث أو لفظة بالشذوذ، وبالتخريج –الذي يوفقنا على كثير من الروايات- يتضح لنا ورود هذا من غير هذا الطريق، الذى يظن تفرد راو به. مما يدفع القول بالشذوذ.
15. بيان المدرج : فقد يدرج الراوي كلاما فى المتن، وبالتخريج يمكن مقارنة الروايات، بما يبين الادرج.
16. بيان النقص : فقد ينسى الراوي جزءا من الحديث، أو يختصره، وبالتخريج يمكننا الوقوف على ما نسيه أو إختصره.
17. كشف الأوهام وأخطاء الرواة : فقد يخطئ الراوي يهم، وبالتخريج –الذى يوفقنا على عدد من الروايات- يتضح هذا.
18. معرفة الرواية باللفظ : فقد يروي راو الحديث بالمعنى، وبالتخريج نقف على روايةمن رواه باللفظ.
19. بيان أزمنة و أمكنة الأحداث : فبجمع رواية الحديث قد يمكننا معرفة زمانه ومكانه إذ يذكر فى بعضها ذلك.
20. بيان أعلام الحديث : فقد يرد الحديث بسبب شخص أو أشخص، وبالتخريج يمكننا جمع روايات هذا الحديث، والتي قد يتضح منها الشخص –أو الأشخص- الذين ورد الحديث بسببهم.
21. معرفة أخطاء النساخ : فقد يخطئ الناسخ فى الإسناد أو فى المتن، وبالتخريج يمكننا الوقوف على الروايات، وبها يتضح هذا الخطأ. وهذه الفائدة عظم شأنها فى هذه الأيام لكثرة أخطاء النشر.
الباب الثالث
الخاتمة
قد شرحنا الغرض و الفوائد من تحقيق الحديث أو التخريج بمعني العام. ولعله بعد الذكر هذا العدد من الفوائد يكون قد اتضح لنا قدر التخريج وظهرت عظمة منزلته، وكبير فائدته، مما يجعلنا تحرص عليه فهو مفتاح كنوز السنة بلا ريب، ودليل بحارها بلا شك. نسأل الله الكريم من فضله أن يفتح لنا كنوز الكتاب والسنة، وأن يهدينا في بحارهما, أمين يا رب العالمين.
المراجع
الدكتور محمد شهودي إسماعيل, Metodologi Penelitian Hadis Nabi, (جاكرتا, بولن بنتانج), 1992م.
حاتم بن عارف الشريف, التخريج ودراسة الأسانيد, المكتبة الشاملة
الدكتور أبو محمد عبد المهدي بن عبد الله القادر عبد الهادي, طرق تخريج حديث رسول الله صلي الله عليه و سلم, (قاهرة, دار الإعتصام), بدون السنة
مناع القطان, مباحث في علوم الحديث, مكتبة وهبة, القاهرة, الطبعة الثالثة 1993 م
الدكتور محمود الطحان, أصول التخريج ودراسة الأسانيد, (الرياض, مكتبة المعارف), الطبعة الثامنية 1412ه – 1991 م
الدكتور محمد أبو ليث خير أبادي, علوم الحديث أصليها ومعاصرها, دار الشاكر, مليسيا, الطبعة الرابعة 2005 م
[1] الدكتور محمد شهودي إسماعيل, Metodologi Penelitian Hadis Nabi, (جاكرتا, بولن بنتانج), 1992م, ص. 28.
[2] الدكتور محمد شهودي إسماعيل, المرجع السابق, ص. 29.
[3] الدكتور محمد شهودي إسماعيل, المرجع السابق, ص. 30.
[4] الدكتور أبو محمد عبد المهدي بن عبد الله القادر بن عبد الهادي, طرق تخريج حديث رسول الله صلي الله عليه و سلم, (قاهرة, دار الإعتصام), بدون السنة, ص. 11-14.
[6] وانظر أيضا, الدكتور محمود الطحان, أصول التخريج ودراسة الأسانيد, (الرياض, مكتبة المعارف), الطبعة الثامنية 1412ه – 1991 م, ص 12
Tidak ada komentar:
Posting Komentar